وكأن الكبارى شريان ثورى تعبره الجموع الثائرة لتصل إلى الميادين حدث هذا أكثر من مرة عبر التاريخ، وأكثر من مرة تنتهى هذه المظاهرات في ميدان التحرير، ومثلما حدث في يناير2011 كان الرهان على اجتياز كوبرى قصر النيل للوصول لميدان التحرير سبقتها محاولتان لاجتياز كوبرى عباس حيث لم تكن مظاهرة كوبرى عباس مظاهرة واحدة بل اثنتين يفصل بينهما 11 عاما، الأولى في 1935 في وزارة توفيق نسيم باشا بسبب تصريحات بريطانية حول دستورى 1923 و1930 والثانية «زي النهارده» 9 فبراير 1946. ففي وزارة محمود فهمى النقراشى والذى كان وزيرا للداخلية أيضا وكان الملك فاروق- بعد اغتيال أحمد ماهر قد كلف محمود النقراشى باشا بتشكيل الوزارة في 24 فبراير 1945وتقدمت حكومته في 20 ديسمبر 1945 بمذكرة للسفير البريطانى بطلب بدء المفاوضات حول الجلاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجاء الرد البريطانى في 26 يناير 1946 ليؤكد على الثوابت التي قامت عليها معاهدة 1936 والتى أعطت مصر استقلالاُ منقوصاً فاندلعت المظاهرات في أنحاء مصر تطالب بالجلاء وقطع المفاوضات. وأصدرت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة وانعقد المؤتمر العام الأول في 9 فبراير 1946 في جامعة فؤاد الأول جامعة القاهرة حاليًا بالجيزة، وخرجت من الجامعة مظاهرة ضخمة وعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبرى عباس وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبرى عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتى شخص ثم عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفى 21 فبراير 1946 التحم الطلاب مع القوات البريطانية في ميدان التحرير فقام الملك بتغيير وزارة النقراشى وتشكيل وزارة جديدة برئاسة إسماعيل صدقى في 16 فبراير 1946 ويحتفل المجلس القومى للشباب بذكرى هذا اليوم كيوم الشباب المصرى.