الجابون 2017.. براعة محرز تنقذ محاربي الصحراء من «دقة» زيمبابوي

عقد منتخب الجزائر حساباته في المجموعة الثانية، بعد أن خرج بنتيجة التعادل في أولى مبارياته في كأس الأمم الأفريقية وتعادل بنتيجة 2-2 ضد منتخب زيمبابوي، المنتخب الأقل حظوظًا في هذه المجموعة من حيث التاريخ والإمكانيات.
النتيجة المخيبة لمحاربي الصحراء، كادت أن تكون أكثر فداحة لولا هدف قبل نهاية المباراة ب8 دقائق من نجم الفريق الأول، رياض محرز، الذي كان أفضل لاعب في المباراة بمساهماته خلال ال90 دقيقة، نجح خلالها في تسجيل هدفي منتخب بلاده، وصنع فرصتين للتهديف، واستحق على أدائه جائزة رجل المباراة.
الإحصائيات تصب تمامًا في مصلحة المنتخب الجزائري الذي تقدم مبكرًا بالنتيجة بهدف بعد 12 دقيقة من توقيع محرز، لكن في خلال 12 دقيقة ما بين الدقيقة 17 للدقيقة 29 انقلبت الأمور تمامًا مع انتفاضة لمنتخب المحاربين الذي فاجأ الجزائر بأداء قوي، وتقدمت زيمبابوي بنتيجة 2-1 في تفوق صادم تمامًا، بفضل جناح صن داونز الجنوب الأفريقي خاما بيليات الذي قدم مباراة كبيرة، بعد أن خلق خطورة لا تنتهي من ناحية الرواق الأيسر للمنتخب الزيمبابوي.
وسدد 4 تسديدات على مرمى الحارس الجزائري رايس مبولحي (50% من تسديدات منتخب زيمبابوي على المرمى في هذه المباراة)، ونجح في إكمال 3 مراوغات من أصل 5 محاولات، وتفوق في 4 تدخلات من أصل 8.
ياسين براهيمي قدم مباراة جيدة وكان ثاني أفضل لاعبي المنتخب الجزائري بعد رياض محرز، وقدم جناح بورتو البرتغالي أداء متميزا على مستوى المراوغة والمرور بالكرة، وكان أكثر لاعبي المباراة نجاحًا في المرور من الخصم (6 من 9 محاولات)، كذلك كان أكثر ثاني لاعبي المباراة صناعة للفرص التهديفية برصيد 3 فرص تهديفية (المهاجم إسلام سليماني صنع 4 فرص تهديفية بما فيهم هدف الجزائر الأول).
سيطرة الجزائر ومحاولات التسديد الكبيرة (21 محاولة تسديد) لم تترجم بالشكل المطلوب، وعلى الرغم من ان منتخب زيمبابوي حاول التسديد في 11 محاولة، أي ما يوازي 50% تقريبًا من محاولات تسديد المنتخب الجزائري، إلا أن منتخب المحاربين سدد على المرمى في 8 مناسبات بنسبة دقة بلغت 72%، مقابل نفس الرقم للمنتخب الجزائري «8»، الذي حظى بدقة تسديد متواضعة بنسبة 38%.
حارسا المنتخبين قدما تصديات هامة (6 تصديات لكل حارس)، وكلاهما كان له أكثر من تدخل هام أنقذ به هدفا مؤكدا، لكن كلاهما يسأل أيضًا عن الهدف الثاني الذي هز شباكهما، مبولحي كان رد فعله بطيء في كرة هدف زيمبابوي الثاني وكذلك الحارس تاتندا مكوروفا، الذي كان بإمكانه التعامل بشكل أفضل في كرة الهدف الثاني الذي أضاع نقطتين وحرم منتخب المحاربين من تحقيق مفاجأة مدوية في بداية مباريات المجموعة التي أجمع الكثير من المتابعين والمحللين أنها مجموعة الموت في هذه البطولة.
بداية الجزائر الضعيفة ستكون مصدر ضغط كبير على الفريق، خصوصًا انه فشل في تجاوز أكبر عقبة في المجموعة «نظريًاً»، وأصبح متبقي للفريق مباراتين ضد منتخبي تونس والسنغال، المنافسين الرئيسيين لمحاربي الصحراء في هذه المجموعة، بينما منتخب المحاربين قدم أوراق اعتماده بشكل مميز بعد أداء جيد ونتيجة ممتازة أمام منتخب قوي ومدجج بنجوم عالمية.