برشلونة..عندما وقع الفريق الكتالوني في فخ باكو ألكاسير.. «تقرير»

كان تعاقد نادي برشلونة الإسباني مع الإسباني الدولي باكو ألكاسير، نجم هجوم نادي فالنسيا الإسباني، في موسم الانتقالات الصيفية الماضية، مقابل 35 مليون يورو، بمثابة خطوة جديدة في مسيرة اللاعب الإسباني، الراغب بدون شك في اللعب على مستويات أعلى، عقب فترة من التألق رفقة «الخفافيش»، منذ تصعيده للعب في صفوف الفريق الأول، موسم «2009-2010».
وشارك «ألكاسير»، 23 عامًا، مع فالنسيا في 124 مباراة، سجل خلالهم 43 هدف، وصنع 17 أخرى لزملاءه، كما تم استدعاءه لصفوف المنتخب الإسباني، في سبتمبر 2014، وشارك منذ ذلك الحين في 13 مباراة دولية، سجل خلالهم 6 أهداف، ليتم تشبيهه وقتها بالإسباني ديفيد فيا، نجم فالنسيا وبرشلونة السابق، والهداف التاريخي للمنتخب الإسباني.
ومع بحث برشلونة الدؤوب عن مهاجم رابع في الفريق، ينجح في مساندة الثلاثي الناري، الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار دا سيلفا، لم يجد النادي الكتالوني أفضل من «ألكاسير»، خاصة مع القدرات التهديفية الكبيرة التي أظهرها اللاعب رفقة «الخفافيش»، وقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية، حيث يستطيع أن يلعب في مراكز رأس الحربة وتحت رأس الحربة والجناح الأيسر، والأهم من ذلك هو النجاح الكبير الذي حققه «فيا» مع برشلونة، خلال 3 مواسم مع النادي الكتالوني، ونجاحه في مساعدة الفريق على الفوز ب7 ألقاب مختلفة.
كما يأتي السبب الرابع في تعاقد النادي الكتالوني مع «ألكاسير» هو فشل مفاوضات النادي مع الإسباني نوليتو، لاعب سيلتا فيجو وقتها، والذي فضل الانتقال لصفوف مانشستر سيتي الإنجليزي.
ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة لكلا الطرفين، فمنذ بداية الموسم الحالي، شارك «ألكاسير» في 13 مباراة بجميع المسابقات، 7 كلاعب أساسي و6 احتياطي، سجل خلالهم هدفًا يتيمًا وصنع هدفًا مثله لزملاءه.
وقد كان الهدف الوحيد الذي سجله اللاعب الإسباني على فريق هيراكليس، في إياب دور ال32 من كأس ملك إسبانيا، وهي المباراة التي انتهت بفوز «البلاوجرانا» بسباعية نظيفة، ديسمبر الماضي.
وجاء هذا الهدف عقب 11 مباراة فشل فيها اللاعب في هز الشباك بشكل رسمي مع برشلونة، ورغم تأكيد الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني لبرشلونة، أنه لم يكن يفكر في المدة التي قد يستغرقها اللاعب لتسجيل أول أهدافه مع الفريق، وثقته في عودة اللاعب لمستواه خلال الفترة المقبلة، إلا أن الكلام على الورق يشير إلى عكس ذلك.
ففي مباراة أتلتك بلباو، خلال ذهاب دور ال16 من كأس ملك إسبانيا، الخميس، والتي انتهت بفوز بلباو «2-1»، نزل «ألكاسير» كخيار هجومي أخير ل«إنريكي» في أخر دقيقتين من المباراة أملًا في إدراك التعادل، خاصة وأن بلباو كان يلعب ب9 لاعبين، بعد طرد الإسبانيين راؤول جارسيا وأندير إيتوراسبي.
ولكن «ألكاسير» واصل تخييب أمال مدربه، ففي الدقيقة الأخيرة من اللقاء، سدد «ميسي» كرة ارتطمت بالقائم وعادت إلى «ألكاسير»، الذي أطاح بالكرة بشكل غريب خارج الملعب، رغم أن مرمى بلباو كان خاليًا.
وكان يمكن لهذه الفرصة أن تدرك التعادل لبرشلونة، وتنقذه من الموقف الصعب الذي وضع نفسه فيه قبل مباراة الإياب، والتي تجرى على ملعبه «كامب نو»، الأربعاء، كما كان يمكن لهذه الفرصة أن تعيد الثقة المفقودة للاعب في نفسه، وتعيد ثقة «إنريكي» به في قدرته على حسم الأمور عندما يحتاجه الفريق.
وجاء إجلاس «إنريكي» للاعب على دكة البدلاء خلال مباراة فياريال، الأحد، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي «1-1»، ضمن منافسات الجولة ال17 من الدوري الإسباني، ليكون أكبر دليل على عدم ثقة «إنريكي» بمستواه، خاصة وأن ثلاثي «إم إس إن» بدا غائبًا عن مستواه خلال المباراة، وافتقد للحسم في الكثير من الفرص.
وإذا نظرنا إلى موسم «ألكاسير» بشكل عام، فإننا نجد أن «إنريكي» لا يعتمد عليه في المباريات الحاسمة بشكل كبير، حيث لم يشارك اللاعب في أخر 5 مباريات بالدوري الإسباني، كما شارك في مبارتين فقط بدوري أبطال أوروبا، كانتا أمام بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني، حيث شارك في المباراة الأولى نتيجة غياب «ميسي» للإصابة، قبل أن يخرج في الدقيقة 54 من المباراة، دون أن ينجح في القيام بأي شئ يذكر، وشارك في الثانية نتيجة عدم أهمية المباراة بشكل كبير، حيث كانت خلال الجولة السادسة من دور المجموعات، وكان برشلونة قد نجح في حسم التأهل في صدارة المجموعة قبل المباراة بالفعل.
وإضافة إلى عدم ثقة «إنريكي» بإمكانياته، فإن أداء اللاعب داخل الملعب يؤكد عدم تأقلمه بشكل جيد مع «إم إس إن»، كما أكدت جريدة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية أن «ميسي» لا يفضل اللعب بجانب «ألكاسير»، وأنه يفضل أكثر أن يلعب بجانب التركي أردا توران في الهجوم.
كل هذه الأمور قد تؤدي بشكل كبير إلى رحيل اللاعب خلال موسم الانتقالات الشتوية الحالية، حيث أكدت جريدة «موندو ديبورتيفو» أيضًا أن برشلونة يفكر في مبادلة «ألكاسير» بالكولومبي المخضرم كارلوس باكا، مهاجم نادي ميلان الإيطالي.
وربما يكون الانتقال لميلان هو الحل الأمثل ل«ألكاسير»، حيث قد يساعده خوض تجربة جديدة مع نادي جديد ودوري جديد على استرجاع مستواه، كما أن الإيطالي فينتشينزو مونتيلا، المدير الفني لميلان، قد يمنح اللاعب الإسباني الفرصة للمشاركة بشكل أكبر، خاصة مع حبه للاعتماد على اللاعبين الشباب، ورغبته في بناء فريق قوي شاب قادر على استعادة أمجاد «الروسونيري» في المستقبل، عقب عدة سنوات من التعثر.
كما يمثل رحيل «ألكاسير»، سواء لميلان أو لأي نادي أخر، الفرصة الأخيرة له في ايتعادة مستواه بالشكل المناسب، إذا أراد أن يشارك مع المنتخب الإسباني في كأس العالم 2018،والمقرر أن تقام في روسيا، خاصة وأن المباراة الأخيرة التي شارك بها اللاعب مع «الماتادور» في مارس الماضي، خلال المباراة الودية التي جمعت بين المنتخب الإسباني ونظيره الروماني، وانتهت بالتعادل السلبي.