كانت قضية الثروة- التي جَنَتْها المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، هيلارى كلينتون، من خلال مؤسسة كلينتون، أو الخطابات مدفوعة الأجر التي ألقتها، وثروة زوجها خلال توليها وزارة الخارجية- مصدر أكبر الانتقادات التي تعرضت لها هيلارى ومؤسسة زوجها من منافِسها الجمهورى، دونالد ترامب. وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن هيلارى استطاعت خلال 4 أيام جمع أكثر من مليون دولار من إلقاء 5 خطابات، ما عزَّز من اتهامها بالتربح من توليها منصبها. وأضافت أن الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون، جمع خلال 48 ساعة 700 ألف دولار، وكشفت أن كليهما حقق مكاسب منذ رحيل بيل من الرئاسة في 2001، تُقدر ب237 مليون دولار، معظمها من إلقاء الخطب وتأليف الكتب، حسب مراجعة عائداتهم الضريبية المعلنة. وأشارت الصحيفة إلى أن الزوجين جمعا 28 مليون دولار في 2014، مقارنة ب357 ألف دولار في 2000، ما أثار شكوكاً حولهما، وسلطت الصحيفة الضوء على اتهامات منافِسها لها بأنها حولت العمل العام إلى مكسب خاص، خاصة أن «كلينتون» سبق أن قالت إنهما كانا مدينين بنحو 12 مليون دولار، في نهاية رئاسة بيل كلينتون. وأوضحت الوثائق التي نشرتها حملة هيلارى أن بيل وزوجته تلقيا أكثر من 25 مليون دولار منذ يناير 2014 مقابل إلقاء الخطابات، وحصلت هيلارى على 5 ملايين دولار من عائدات حقوق كتابها «خيارات صعبة»، الذي نُشر في يونيو من العام الماضى. وكشفت «كلينتون»، في تقريرها المقدم للجنة الانتخابات الاتحادية، عن دخلها وممتلكاتها وإقرار ذمتها المالية، إذ جَنَتْ 1.5 مليون دولار من خطاباتها ال6 في 2015، كما جَنَتْ أرباحا من التعاون مع شركات ومصالح أخرى بين عامى 2013 و2015، بلغت أكثر من 21.6 مليون دولار إزاء خدماتها، وتحتفظ بمعظم ثروتها الشخصية في صندوق «جانجارد 500 إنديكس فند» وحساب في «جيه بى مورجان». ويوضح كشف هيلارى أن زوجها قدم مبلغا- لم يُكشف عنه العام الماضى للحصول على مشورة- من شركتى «فاركى جيمس» في دبى وشركة «لوريت إديوكيشن» للتعليم، إذ جنى 16.5 مليون دولار من عمله مستشارا لشركة «لوريت»، التي أنهى العمل بها عام 2015، وربح من دوره الفخرى في شركة «فاركى جيمس» 5.6 مليون دولار. وأظهر استعراض للسجلات الفيدرالية والمراسلات- نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية- أن 82 شركة وجمعية تجارية وجماعات مصالح دفعت ل«كلينتون»، أو رَعَتْ خطاباتها لدعم أنشطتها، وتواصلت معها أثناء قيادتها وزارة الخارجية. وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية أن كتاب «Clinton Cash»، ل«بيتر شويزر»، يكشف سر ثراء عائلة كلينتون، موضحا أن بيل جمع نحو 105 ملايين دولار خلال ال12 عاما الأخيرة، وأن هيلارى قدمت خدمات لمنظمات أجنبية مانحة خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، مقابل ضخ ملايين الدولارات ل«مؤسسة كلينتون». وأضافت أن بيل حصل على نحو 48 مليون دولار خلال وجود زوجته في وزارة الخارجية، خرج معظمها من شركات بالصين واليابان والسعودية وقطر وكندا وروسيا والإمارات، موضحة أن بيل كلينتون يُعد الأكثر ثراء بين الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأحد أغنى 10 رؤساء أمريكيين على الإطلاق.