آخر مناظرة «نارية» بين ترامب وهيلارى قبل الانتخابات

شهدت المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون ومنافسها الجمهورى دونالد ترامب، أمس، تراشقا حادا بالألفاظ وتبادل الاتهامات وحرب تصريحات، حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، وبينما فوت الملياردير الجمهورى فرصه لتحسين وضعه، عززت هيلارى تفوقها ب13 نقطة عن منافسها، لتعزز فرص وصولها إلى البيت الأبيض قبل 18 يوما من حلول الانتخابات المقررة 8 نوفمبر المقبل.
وفى دلالة واضحة على الحدة التى اتسمت بها هذه المناظرة النارية، لم يتصافح كلينتون وترامب لا فى بداية المناظرة ولا فى نهايتها. وبدلا من أن يتبادلا السلام، تبادلا على مدى 90 دقيقة الاتهامات العنيفة وغير المسبوقة، وعكس التقليد الأمريكى الراسخ، رفض ترامب تأكيد قبوله بنتيجة الانتخابات، تاركا الباب مفتوحا أمام احتمال الطعن عليها، وجدد قوله إن «هذه الانتخابات ستزور وسيتم التلاعب بها»، مضيفا أنه سينتظر لتحديد ما إذا كانت النتيجة قانونية، قائلا: «سأقول لكم حينها، سأجعلكم متشوقين». وأثارت تصريحاته حفيظة كلينتون واعتبرتها «أمرا مروعا»، واتهمت منافسها بالحديث عن التزوير كلما تعرض لضغوط. وأضافت «إنه يشوه السمعة، إنه يستخف بديمقراطيتنا»، ووصفت منافسها بأنه المرشح الرئاسى «الأكثر خطرا» على الإطلاق فى التاريخ الأمريكى المعاصر.
وهاجمت كلينتون منافسها واتهمته بتلقى دعم روسى، وقالت إنه «دمية» فى يد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، كما اتهمته بتشجيع التجسس الروسى على الأمريكيين، بعد تسريب «ويكيليكس» رسائل بريده الإلكترونى، ورد ترامب بوصف منافسته بأنها «بغيضة» و«سيدة شريرة»، واتهمها عدة مرات بالكذب، وقال إن بوتين أكثر ذكاء من أوباما، وإنه لا يعلم إن كانت روسيا أو الصين أو جهات أخرى هى التى تقف وراء التسريبات.
وتركزت المناظرة الحادة على السياسة الخارجية أكثر من المناظرتين السابقتين، وهاجم ترامب سياسة أوباما فى الشرق الأوسط، والتى كانت منافسته تنفذها، قائلا إنها جعلت إيران أقوى بشكل يستوجب الشكر من طهران، معتبرا أن إيران تستولى على العراق، وأنها ستكون المستفيد من مشاركة أمريكا فى تحرير الموصل.
وفى المقابل، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستقضى على زعيم «داعش»، أبوبكر البغدادى، بعدما قتلت زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن.
وقال ترامب إن ما يحدث فى حلب «كارثة»، منتقدا دعم واشنطن مقاتلين معارضين «لا نعرف هويتهم». واعتبر أن الكثير مما يحدث فى حلب بسبب خطأ كلينتون، ووصف الرئيس السورى بشار الأسد بأنه أكثر ذكاء وصرامة من أوباما وهيلارى، وحذر من أن الإطاحة به ستكون أسوأ بكثير من بقائه، وقالت كلينتون إنها تواصل الضغط لإقامة منطقة حظر الطيران فى سوريا، ورفضت زيادة قوات بلادها بسوريا والعراق.
وجدد ترامب إثارة قضية ما وصفه بدفع الدول «أتعاب الدفاع»، مقابل دفاع الولايات المتحدة عن حلفائها، السعودية وألمانيا واليابان، قائلا: «أمريكا تحمى السعودية الغنية بأموال طائلة، ولكنها لا تدفع لنا شيئاً، وعليها دفع مبالغ مقابل حمايتها»، واتهم ترامب السعودية وقطر بالإساءة إلى معاملة النساء.
وجدد عزمه بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وتأمين الحدود لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وتحدث مجددا عما وصفه ب«التطرف الإسلامى»، وما تمثله الهجرة من خطر، فيما رفضت كلينتون الترحيل الجبرى للمهاجرين، وقالت إنها ستمزق البلاد، وعارضت بناء جدار حدودى، وقالت إنها ستسمح بتقنين وضع المهاجرين غير الشرعيين وإدماجهم.
وتناولت المناظرة موضوع تعيين القضاة فى المحكمة العليا، وقضيتى الحق فى حيازة الأسلحة والإجهاض. وقالت كلينتون إن على المحكمة العليا أن تحترم حرية الرأى وزواج المثليين وعدم التراجع فى حقوقهم، وأن تصطف مع الشعب الأمريكى لا الشركات والأثرياء، مضيفة أنه يجب أن تمثل المحكمة العليا جميع شرائح المجتمع الأمريكى، فيما قال ترامب إنه سيعين قضاة أصحاب كفاءة مهمتهم إعادة العدالة و«هى الشىء الوحيد للمحافظة على الدستور الأمريكى». وعارض ترامب الإجهاض، خاصة قبل أيام من الولادة، بينما دافعت كلينتون عن حق المرأة فى اتخاذ قرار الإجهاض.
وبينما عارض ترامب تشريعا لمنع حيازة السلاح الشخصى، قالت كلينتون إنها ستدفع نحو تقنين حيازة السلاح، لمنع الهجمات العشوائية.
اتهم ترامب كلينتون بالوقوف وراء حملة الاتهامات التى شنتها نساء قلن إنه تحرش بهن جنسياً، مضيفا أن كل هذه القصص «كاذبة تماما»، ووصف حملة كلينتون بأنها غير أخلاقية. وردت كلينتون بأن النساء تقدمن بأقوالهن بعد أن قال ترامب فى المناظرة الماضية إنه لم يتحرش قط بأى نساء.