كان الشريف حسين بن على أول من نادى من الحجاز باستقلال العرب عن الدولة العثمانية. وهو مولود في الأستانة عام 1854، وكان أبوه منفياً فيها ثم انتقل معه إلى مكة، وكان عمره ثلاث سنوات. وهو فوق هذا قائد الثورة العربية الكبرى في 1916، وكان عمه شريف عبدالله باشا أمير مكة يحبه فكلفه بمهام مهمة ومات أبوه وعمه، وآلت إمارة مكة إلى عمه الثانى عون الرفيق الذي لم يحبه فنفاه إلى الأستانة. وبعد أن توفى عمه جاء عمه الثالث الشريف عبدالإله وعين أميراً لمكة ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى في 1914 نما الشعور العام في بلاد الشام والعراق والحجاز بالرغبة في التخلص من العثمانيين. وانتهز البريطانيون الفرصة فاتصلوا بالشريف حسين ووعدوه بملك أسيا العربية كاملة إن هو عاونهم على العثمانيين «من خلال ما عرف بمراسلات حسين مكماهون»، فأعلن الثورة العربية الكبرى وأطلق رصاصته الأولى بمكة في 1916. ومع انتهاء الحرب سنة 1918 كان قد استولى على الحجاز كله، وأصبح له وهو بالحجاز جناحان قويان فيصل في شمال الجزيرة العربية وعبدالله في شمالها الغربى، ثم احتدم الصراع بينه وبين ابن سعود فاتصل بحلفائه البريطانيين لنجدته فقالوا له إنهم قرروا الحياد. و«زي النهاردة» 3 أكتوبر 1924، وحين كان موجوداً في العقبة تلقى إنذاراً بريطانياً بوجوب رحيله عنها وتخليه عن منصبه لابنه ووصلت إلى العقبة مدرعة بريطانية ركبها وهو ساخط إلى جزيرة قبرص في 1925، وحين ثقل عليه المرض أذن له الإنجليز بالعودة إلى عمان وهناك توفى في 1931 ودفن بالقدس.