هل يستعيد إيفرتون أمجاد الماضي بمجيء رونالد كومان؟

قدم نادي إيفرتون، أمس الجمعة، مدربه الجديد رونالد كومان، في أول ظهور إعلامي للمدرب الهولندي، بعد الإعلان عن تعيينه كمدرب للفريق الأزرق في الأسبوع الماضي.
رونالد كومان قاد فريق ساوثهامبتون في الموسم الماضي لاحتلال المركز السادس، والوصول لأعلى عدد نقاط في تاريخ النادي في عهد البرميرليج، بالإضافة للتأهل لمسابقة الدوري الأوروبي، وهذا ما دفع إدارة إيفرتون على جلبه لقيادة الفريق في الموسم المقبل، بل أجبر النادي على دفع تعويض مادي ضخم لنادي ساوثهامبتون، وصل إلى 5 ملايين جنيه استرليني من أجل فسخ تعاقده مع المدرب.
الملياردير الإيراني فيرهاد موشيري، صاحب الحصة الأكبر من أسهم نادي إيفرتون، كان قد وعد لدي وصوله للنادي ببدء عهد جديد مع الفريق وجلب أسماء كبيرة تضيف للفريق المزيد من القوة، بالإضافة للحفاظ على النجوم التي تتصدر أسماؤهم لائحة الانتقالات في سوق الانتقالات الحالي وهما المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو والمدافع الإنجليزي الشاب جون ستونز.
أولى خطوات موشيري كانت جلب المدرب رونالد كومان، الذي سبق له أن درب بعض الأسماء المميزة في القارة الأوروبية، مثل أياكس أمستردام الهولندي وفالنسيا الأسباني وبنفيكا البرتغالي.
وحقق المدرب نجاحًا كبيرًا مع ساوثهامبتون خلال موسمين قضاهما في تدريب الفريق خلال 14/15 و15/16، ونجح في قيادة الفريق للمركزين السابع والسادس على التوالي وهما الأعلى في تاريخ النادي مع عهد البرميرليج، بالإضافة للتأهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي في موسمين على التوالي.
كومان سيُمنح ميزانية تاريخية غير مسبوقة في تاريخ النادي لخوض سوق الانتقالات الحالي من أجل تدعيم صفوف الفريق الذي عاش موسمًا مخيبًا، احتل على إثره المركز ال11 في واحد من أسوأ مواسم النادي الكبير في عهد البرميرليج، وذلك اكبر ادارة النادي على الإطاحة بالمدرب السابق، الإسباني روبرتو مارتينيز، قبل نهاية الموسم الماضي.
تاريخ إيفرتون الحافل بالبطولات، 9 بطولات للدوري، 5 لكأس الاتحاد، بالإضافة للقب كأس الكؤوس الأوروبية، سيدفع الإدارة والجماهير لانتظار الاتجاه الذي سيقود إليه كومان النادي، خاصة أن آخر الألقاب كان في عام 1995 «كأس الاتحاد الإنجليزي»، أي منذ 21 عامًا.
وستكون لدي كومان تحديات كبيرة في الفريق، أولها إقناع النجوم الكبار بالبقاء، لاعبين أمثال لوكاكو وستونز التي تتصدر أسماؤهما عناوين الصحف والمجلات الرياضية بشكل يومي وارتبطا بأسماء أندية كبيرة في عالم كرة القدم مثل تشيلسي ويوفنتوس ومانشستر سيتي وبرشلونة، وسيكون على المدرب الهولندي الوصول لحل من أجل إقناع اللاعبين الكبار بالبقاء من اجل البدء في مشروعه المنتظر لإعادة هيبة ومجد إيفرتون.
وخاض كومان أزمة مماثلة لدي قدومه لقيادة ساوثهامبتون قبل بداية موسم 14/15، وقتها كان المدرب بوشيتينو قد رحل عن قيادة الفريق، بالإضافة للعديد من النجوم الكبار مثل لوك شاو، أدم لالانا، ديجان لوفرين، والمهاجم ريكي لامبرت. لكن كومان تغلب على ذلك وخاض موسمين مميزًين مع النادي وقام بجلب للعديد من اللاعبين المميزين من هولندا، الدوري الذي قضى فيه اكثر من 50% من مشواره التدريبي ويعلم كل خباياه واللاعبين النجوم التي لا تتركز الأنظار عليهم في الدوري الهولندي، وبالفعل نجح في جلب اسماء لامعة للبرميرليج مثل دوسان تاديتش، وجرازيانو بيلي. بالإضافة لأسماء لامعة من بطولات أخرى خارج البرميرليج مثل ساديو ماني، فيرجيل فان دايك، وفرايزر فورستر.
التحدي هذه المرة سيكون كبيرًا لكومان، وصوله لساوثهامبتون مختلف تمامًا عن الوضع الحالي في إيفرتون على مستوى الطموحات وما هو منتظر منه. فساوثهامبتون وقتها كان النادي الذي يطمح في البقاء في البرميرليج وتقديم اداءً طيبًا يجعله قريبًا من النصف الأعلى من جدول الترتيب، لكن مع إيفرتون سيكون تحت المجهر وسيتعرض لضغوطات كبيرة امام قدومه كمدرب كبير ومميز في البرميرليج من خلال ما قدمه في الموسمين الماضيين في البطولة، خصوصًا مع وجود ميزانية تعاقدات كبيرة وسقف طموحات اعلى بكثير مما كان عليه في ناديه السابق، مع فريق بحاجة لتعديلات فنية كبيرة وتدعيمات منتظرة، بالإضافة لطلب النجوم الكبار للرحيل خلال موسم الانتقالات. كل هذه تحديات كبيرة وصعبة ستواجه كومان في رحلته المرتقبة لإعادة أمجاد وهيبة إيفرتون مجددًا.