بداية من عام 2019 ستقوم الإدارة الوطنية الأمريكية للسلامة على الطرق السريعة بوضع «دمى اختبارات التصادم» في المقاعد الخلفية للسيارات عندما تقوم باختبارات التصادم للسيارات الجديدة. وتتبع الإدارة في الوقت الحالى معايير قياس الأمان في السيارات معتمدة على نظام النجوم الخمس وهو نظام مماثل لذلك الذي تعتمد عليه هيئة NCAP العالمية والأوروبية لقياس مستوى الأمان في السيارات، ومنذ عام 1978 اعتمدت الإدارة الوطنية الأمريكية فقد على وضع الدمى في المقعد الأمامى وكان ذلك هو المطلب الرسمى الوحيد لقياس مستوى السلامة في السيارات مما ترك الركاب في المقعد الخلفى مهملين فيما يخص سلامتهم الشخصية. يدعو ذك للقلق خاصة وأن المقعد الخلفى عادة ما يستخدمه الأطفال مما يعنى أن معايير الأمن به يجب أن تكون مختلفة عن الخاصة بالمقعد الأمامى. بعض التحسينات لضمان سلامة الركاب في المقعد الخلفى قد تكون بسيطة للغاية مثل وضع شدادات تجعل أحزمة الأمان مقاومة لحركة الراكب في حالة وقوع حادث، ولكن بعض منها أكثر صعوبة مثل وضع وسائد هوائية أمامية للراكب في المقعد الخلفى. هناك أيضا مشكلة عدم التوازن في توزيع طاقة التصادم، وهى حالة تسببت فيها الاختبارات الحالية، فالشركات بذلت قصارى جهدها في دعم المقاعد الأمامية التي تقوم بحماية الركاب في الأمام في حالة التصادم الخلفى، ولكن ذلك يضع حياة الركاب في الخلف على المحك، السبب في ذلك أن الكثير من الصانعين يزودون سياراتهم بمقاعد أمامية تنفك من موقعها وقت التصادم مما يسمح لها بالحركة مع الطاقة التي يولدها التصادم فتمنع الراكب من الارتطام في الزجاج لأن المقعد يتحرك معه، ولكن ذلك يشكل خطرا جسيما على الراكب في المقعد الخلفى الذي قد يتسبب المقعد المتحرك في إصابته أو حتى وفاته. المؤسف هو أن الإدارة لم تبدأ في التحرك نحو معايير حماية أفضل لركاب المقعد الخلفى سوى بعد تزايد مستخدمى تطبيقات مشاركة السيارات مثل Uber وLyft والذين كانوا عامل ضغط على الإدارة للبدء في تلك الاختبارات، التي كان من الممكن أن تبدأ في تطبيقها منذ عشرات الأعوام. وفى بيان لها أكدت الإدارة أن تلك هي واحدة فقط من بعض التعديلات التي تخطط لتقديمها لمعايير السلامة وأن السبب هو ارتفاع معدلات السيارات الصغيرة والمدمجة التي أصبحت أكثر خطورة على ركاب المقاعد الخلفية من سابقتها كبيرة الحجم.