حقق حوار «المصرى اليوم»، الذى نشرته، الأربعاء، مع الأميرة الإيطالية، إيرما كاباتشى مينوتولو فى روما عدداً كبيراً من ردود الأفعال، خاصة أنها كشفت للرأى العام المصرى لأول مرة حقيقة زواجها بالملك الراحل فاروق الأول خلال تواجده بالمنفى عام 1958. وأكد عدد من الشخصيات العامة وباحثى التاريخ أهمية هذا الحوار لأنه تناول فترة غامضة من حياة فاروق فى المنفى، كما أنه ألقى الضوء على السيدة التى عاشت مع فاروق فى سنواته الأخيرة. وقالوا إن حوار «المصرى اليوم» ألقى الضوء على العديد من الأمور التى كانت محل جدل فى مصر، خاصة أن الأميرة إيرما ألقت الضوء على حياته الشخصية بشكل عميق، كاشفة الستار عن أسرار أيامه الأخيرة التى لا يعلم عنها المصريون سوى معلومات قليلة مؤكدين ضروة أن يتم تعديل المناهج التعليمية الخاصة بتلك الفترة. وقال الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ المعاصر، بجامعة القاهرة، إن حوار «المصرى اليوم» كشف عدة أمور مهمة وكانت غامضة عن حياة الملك فاروق فى المنفى، وأضاف فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن ما تم إلقاء الضوء عليه مهم جدا، خاصة حين تطرقت إلى نفى اتهامه بشرب الخمور، أو انغماسه فى العلاقات النسائية. الأميرة إيرما وأضاف أن الشعب المصرى عليه أن يعتمد على قراءة التاريخ من عدة مصادر، وما قالته الأميرة إيرما فى حوارها يستحق أن يؤخذ كشهادة للتاريخ الخاص بفاروق فى فترة المنفى، لأنها كانت شاهدة على آخر 7 سنوات من حياته بالمنفى. وتابع: «للأسف الشعب المصرى يستقى معلوماته من الأفلام والمسلسلات ويجب عليه أن يغير ثقافته بالبحث عن تاريخه بأكثر من مصدر». من جانبها أكدت الدكتورة لطيفة سالم، أستاذة التاريخ الحديث، مؤلفة كتاب «فاروق من الميلاد إلى الرحيل»، أن الأميرة إيرما تعد واحدة من أهم المصادر إلى يجب الاعتماد عليها فى شهادتها عن فاروق فى تلك الفترة. وقالت إن ما ذكرته فى حوارها ل«المصرى اليوم» صحيح للغاية خاصة فى نفيها شربه للخمور أو انغماسه فى العلاقات مع النساء، موضحة أن فاروق كان وطنيا ومحبا لمصر. وأضافت: «فاروق لم ينشر عنه الكثير خلال تواجده فى المنفى ومناهج التاريخ المصرية يجب أن يتم تعديلها لأنها لم تتناول بإنصاف فترته الأخيرة». وتابعت أنها حاولت إلقاء الضوء على حياة الملك فى المنفى فى كتاباتها، مشيرة إلى أن المعلومة التى نشرتها الأميرة إيرما بزواجها من فاروق هى معلومة لم يعرفها أحد من قبل. وأشارت إلى أن الملك فاروق لم يكن خائناً لكنه كان عاجزاً فى فتراته الأخيرة عن إدارة أمور الدولة، لافتة إلى أنه كان وطنياً ومحباً لبلده خاصة أنه استجاب لطلبات الضباط الأحرار بالتنازل عن العرش. ووصف صلاح عيسى، الكاتب الصحفى، حوار «المصرى اليوم»، بالانفراد الصحفى لأن الجريدة استطاعت أن تجرى حوارا مع السيدة التى رافقها فاروق فى المنفى فى سنواته الأخيرة، والحصول منها على معلومات مهمة عن حياته فى هذه الفترة الغامضة. وقال: «بالطبع كانت إيرما متحيزة لفاروق لكنه من ناحية أخرى يجب أن يؤخذ رأيها كمصدر هام من المصادر التى رافقت فاروق فى المنفى، ومن الضرورى أن يتم تعديل مناهج التاريخ فى مصر بأن تضم جميع المصادر التى رافقت فاروق فى المنفى مهما اختلفت الرؤى والشهادات». وأضاف: «الحوار ألقى الضوء على جزء مهم من حياة فاروق فى المنفى وأبرز علاقته بوالدته، والتى أصر على مقاطعتها حتى آخر يوم فى حياته». وتابع: «الحوار سلط الضوء على علاقة فاروق بكريم ثابت الصحفى المصرى ذى الأصول الشامية والذى شارك محمود أبوالفتح ومحمد التابعى فى تأسيس جريدة المصرى، ثم باع حصته لأبى الفتح بعد أن اختاره الملك فاروق مستشارًا صحفيًا له سنة 1942، مشيراً إلى أن ثابت لعب دوراً محورياً فى حياة فاروق خاصة فى علاقته مع الدول العربية». وقال: «الحوار أيضاً سلط الضوء على أجزاء جديدة من حياته، خاصة أن إيرما ذكرت أنه كان حريصا على الصوم والصلاة». من جانبه أشاد فولكهارد فيندفورد رئيس جمعية المراسلين الأجانب بمصر بحوار «المصرى اليوم»، مع الأميرة إيرما خاصة أنها هى المرة الأولى التى تتحدث فيها لصحيفة مصرية، وأضاف أن الفترة الخاصة بفاروق فى المنفى لا يعرف عنها المصريون كثيراً، لافتاً إلى أن العديد من الصحف الإيطالية قد أجرت حوارات صحفية مع فارق فى المنفى. وأضاف: «هذه الفترة تحتاج أن تتم إعادة النظر فى كل تفاصيلها لما تحويه من أحداث مهمة». من جانبه قال مدير المركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة، باولو ساباتينى، إن الأميرة إيرما تمتد أصولها للأسرة الحاكمة فى نابولى، حيث كان والدها الأمير كاباتشى مينوتولو أحد الأمراء الكبار، وأضاف فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن الحوار ألقى الضوء على جزئيات مهمة وخطيرة من تاريخ الملك. وأوضح أن إيرما شاركت فى بطولة أكثر من 10 أفلام إيطالية كما أنها كانت مغنية أوبرالية وجاءت للغناء فى مصر عام 1985 فى المعهد الإيطالى دانتى اليجيرى.