لماذا رياض محرز الأفضل في البرميرليج؟

لم يكن الإعلان الرسمي عن فوز لاعب ليستر سيتي الجزائري رياض محرز بجائزة لاعب الموسم في البريميرليغ خبرًا مفاجئًا للعديد من محبي الدوري الإنجليزي ومتابعي كرة القدم بشكل عام، فالجزائري قدم أداءً «عاصف» في أغلب فترات الموسم، جعل معظم المحللين يرشحوه لهذه الجائزة حتى من قبل معرفة القائمة النهائية التي أعلنت من أسبوعين تقريبًا، وتضمنت خمسة أسماء أخرى مميزة هذا الموسم "أوزيل وفاردي وكانتي وباييه وكين"، لكن محرز في النهاية نجح في الفوز بالجائزة تاركًا بقية المرشحين خلفه، هذه الجائزة التي تمنحها رابطة المحترفين تعد الأكبر والأبرز على المستوى الفردي للاعبين في البرميرليج، والتي سبق وان توج بها العديد من النجوم الكبار في تاريخ المسابقة أمثال جاري لينيكر، تييري هنري، إيريك كانتونا، الآن شيرر، واين روني، كريستيانو رونالدو، ستيفن جيرارد، جاريث بايل، وغيرهم من النجوم الكبار الذين انضم إليهم الفنان الجزائري وفخر الكرة العربية.. رياض محرز.
في مشوار محرز خلال هذا الموسم، والذي كان فيه الدرة اللامعة والمميزة في تاج ليستر سيتي، الذي اقترب بشكل كبير من حسم لقب البرميرليج لأول مرة في تاريخ النادي، شهدنا للاعب العديد من اللقطات المميزة، التي كانت بالقطع السبب الرئيسي في تتويجه بتلك الجائزة المميزة التي تأتي بإختيارات اللاعبين وليس بإختيارات لجان فنية أو مجموعة نقاد.
1- المساهمة بشكل رئيسي في نجاح موسم الفريق
وصول ليستر لهذه الوضعية، أي تصدره لجدول الترتيب قبل نهاية المسابقة بثلاثة جولات وأن الأمر أصبح مسألة وقت قبل ان يتوج بلقب الدوري الإنجليزي «برميرليج».. كل ذلك فاق أي توقعات وكان نتاج لموسم مجنون لم يتوقعه احد ابداً، بداية من سقوط حامل اللقب سقوط مهين، ونهاية بالأداء الرهيب من فريق الثعالب الذي كان يصارع على الهبوط في الموسم الماضي، والأن اصبح على وشك التتويج بلقب لم يحدث في تاريخ النادي من قبل.
رياض محرز كان حاضراً بقوة في اغلب مباريات الفريق هذا الموسم في بطولة الدوري، سجل 17 هدف وصنع 11 اخرين لزملاؤه، ليساهم في تسجيل 28 هدف هذا الموسم، وهو الرقم الأعلى بين جميع لاعبي البرميرليج، ولا يضاهيه احدًا فيه سوى جيمي فاردي بنفس العدد، لكن من 22 هدف و6 تمريرات حاسمة.
أهداف محرز أيضًا كانت حاسمة، وبسببها حقق فريقه الإنتصار والنقاط الثلاث في مباريات مثل واتفورد – كريستال بالاس – تشيلسي – سوانزي سيتي – ويست بروميتش البيون.. كل هذه المباريات حسمت لمصلحة ليستر سيتي بفضل أهداف الجناح الجزائري المتألق.
2- التألق في المواعيد الكبرى
كان محرز حاضرًا في المناسبات الكبرى، وبشكل صارخ، ما قدمه في مباراة مانشستر سيتي في قلب ملعب الاتحاد وهدفه الشهير الذي تلاعب فيه بمدافعين مانشستر سيتي قبل ان يجبر الحارس جو هارت على مشاهدة الكرة وهي تدخل الشباك دون حراك من حارس انجلترا الأول.
هدفه المميز في شباك تشيلسي، الهدف الذي جعل صحيفة ماركا الأسبانية الشهيرة تطلق عليه اسم محرزدونا، نسبة للأسطورة الأرجنتينية مارادونا، وهو بالمناسبة هدف الفوز في مرمى تشيلسي والمسمار الأخير في نعش المدرب جوزيه مورينيو مع حامل لقب الموسم الماضي.
ايضاً هدفه الرائع في شباك توتنهام لينقذ به الفريق من هزيمة كانت قاب قوسين أو ادنى، هدف رائع من مجهود فردي ممتاز، ومعتاد هذا الموسم، لكن اللاعب لم يدخره لفرق منطقة الوسط أو القاع، بل كان حاضراً ايضاً في المواعيد الكبرى والمباريات الهامة.
3- أرقام ولقطات مميزة
لقطات ممتازة للنجم الجزائري تحدث عنها الكثيرون طوال هذا الموسم، فلم تكن مراوغته الأنيقة والرائع والتي تسر العين هي أبرز ما قدمه هذا الموسم فقط، بل كان اللاعب يقدم لقطات حاسمة لن تنسى أو تمحى من ذاكرة المسابقة.
محرز قدم واحدة من أجمل لقطات الموسم، عندما قرر ترك تنفيذ ركلة الجزاء في مباراة واتفورد (وهو المختص بذلك في الفريق)، ليمنح فرصة التسجيل لزميله جيمي فاردي من أجل الحفاظ على رقمه في التسجيل بشكل متتالي في مباريات البرميرليج للمباراة التاسعة، وبالفعل نجح فاردي في التسجيل واستمر بعد ذلك في التسجيل في مباراتين متتاليتين ليحطم الرقم القياسي المسجل باسم فان نيستلروي، لتكون لقطة رياض محرز هي الأبرز والأهم في رقم جيمي فاردي القياسي.
محرز أيضًا كان أول لاعب عربي جزائري ينجح في تسجيل «هاتريك» بالبرميرليج، بعد أن قاد فريقه للفوز على فريق سوانزي بملعبه بنتيجة 3-0، كلها جاءت من توقيع الجزائري الرائع.
4- تألق غلب كبار نجوم المسابقة
مع صعود محرز بسرعة الصاروخ طوال الموسم، كان باقي النجوم الكبار والأسامي المرشحة دائماً للقب الأفضل تعاني بشدة طوال الموسم، بعضها تألق في فترات لكنه فشل في الإستمرار على هذا المنوال، اسماء مثل اوزيل وسانشيز وروني ودافيد سيلفا وسيرجيو أجويرو وإدين هازارد وسيسك فابريجاس.. كل هؤلاء لم ينجحوا في تقديم عطاء مماثل لما قدمه النجم الجزائري الذي تصدر المشهد على حساب كل هؤلاء النجوم الذين كلفوا انديتهم ملايين الجنيهات (الأسترليني) من اجل ضمهم في صفقات ضخمة، بينما لم يكلف محرز ناديه اكثر من 400 ألف باوند.