اللواء عادل التونسى مدير أمن البحر الأحمر: تأمين الزائر والمنشأة أصل صناعة السياحة

الأمن وحدة متكاملة، لا يمكن أن تتجزأ أبدا، ركيزتها الأولى هى تقديم الحماية للعنصر البشرى والممتلكات، ويقوم بناء الخدمة الأمنية على تطبيق القانون دون تمييز، والمواطنون أمامه سواء، مع الأخذ فى الاعتبار وجود مساحة لروح القانون، هكذا بدأ اللواء عادل التونسى، مدير أمن البحر الأحمر، حواره مع «المصرى اليوم»، وأضاف أن محافظة البحر الأحمر تعتمد بشكل كبير على صناعة السياحة، ما يستلزم معه أن يكون رجل الأمن فيها ذا استعداد ويقظة شديدين، بالإضافة إلى تمتعه بقدر كبير من التدريب والثقافة، مشيرًا إلى أن تأمين السائحين والمنشآت الفندقية منذ لحظة وصولهم إلى المطارات والموانئ يتم على أكمل وجه، ويشعر الزائر خلال الزيارة أنه فى بلده، إلى أن يغادر بلادنا. وتحدث التونسى عن علاقة سكان المحافظة برجل الأمن، وخطط التواجد والسيطرة ومراجعة تأمين المطار من هيئات دولية، وعن رعايا روسيا فى الغردقة، وخطة تأمين مساحة تمتد بطول 1080 كيلومتراً، تشترك مع حدود نحو 9 محافظات.. وإلى نص الحوار.
■ الهدف من تحقيق الأمن لا يتغير، لكن الخطط الأمنية هى التى تتواكب مع جميع التطورات، وما نقدمه من خدمات أمنية للسائح لا يختلف أبداً عما يتلقاه كل سكان المحافظة، لأن هدفنا الأساسى هو أن يشعر الجميع بالأمن، وأن رجل الشرطة موجود بينهم، وفى نفس الوقت لا يخلق تواجده أى توتر، لأن الكثافة الشديدة للتواجد الأمنى يمكن أن تعطى صورة غير جيدة، لذلك طبيعة التسليح ومركبات الشرطة والربط بين العناصر المتحركة والتمركزات الأمنية الثابتة، تتم بصورة شديدة الحرفية، ويتم وتطويرها بشكل دائم ومراجعتها مع القيادات العليا فى وزارة الداخلية.
■ محافظة البحر الأحمر من المحافظات الطولية، فهى لها حدود مع قرابة 9 محافظات بطول يصل إلى قرابة 1080 كيلومتراً وتشترك فى الإشراف على 7 طرق عرضية مع محافظات الصعيد، ما يستوجب اليقظة الشديدة فى تطبيق المنظومة الأمنية، والتى تعتمد على خطط مسبقة مبنية على معلومات وتعليمات الوزارة وقياداتها المختلفة، هذه الخطط تواكب التطور التكنولوجى وتتواءم مع ظروف كل مكان على حدة، ويتم تنسيق كامل بين الداخلية وباقى الجهات التى تشارك فى تأمين السائح وتوفير كل سبل الراحة له، منذ لحظة الوصول وفى مكان الإقامة حتى المغادرة، وأهم الخطوات تقوم على التدريب للوصول بالعنصر البشرى لما هو مطلوب واستخدام التكنولوجيا الحديثة والتسليح المناسب والتواجد والانتشار الشرطى، وتحديد نقاط أمنية ثابتة ومتحركة وقطاعات للمرور على هذه الخدمات، بالإضافة إلى الأكمنة الحدودية مع المحافظات للحد من دخول أى إخطار إلى المدن.
■ هناك حملات متنوعة تشمل قطاعات الأمن الاقتصادى والاجتماعى من خلال إدارات التموين والأموال العامة، وكذلك تنفيذ مشروع «عين الصقر»، وهو تغطية الشوارع والميادين والأماكن الحيوية والرئيسية بكاميرات مراقبة تصب فى مركز المراقبة الإلكترونية فى شرطة النجدة، حيث تم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع فى مدينة الغردقة بإجمالى 480 كاميرا مراقبة تغطى الشوارع والميادين الرئيسية والمناطق السياحية والسفارى والكمائن الحدودية، وتم تسليم المرحلة الأولى من مبنى كاميرات المراقبة بعدد 79 كاميرا إلى مديرية الأمن وشرطة النجدة وشملت المرحلة الثانية تركيب عدد 401 كاميرا مراقبة، وتولى مجلس مدينة الغردقة بدراسة أماكن تركيب كاميرات المرحلة الثانية لتوفير مصادر الطاقة الكهربائية لها بالتنسيق مع شركة الكهرباء، كما أننا نستهدف جميع الشوارع والميادين والمناطق الحيوية والرئيسية بالكاميرات.
■ الأمن سلعة مكلفة أهم ما فيها العنصر البشرى، لأنه المعنى بتنفيذ هذه المنظومة، وخلال الفترة الماضية زارت المحافظة عدة لجان ووفود أمنية- مصرية ودولية- وأيضاً الغردقة، وتفقدت الأحوال الأمنية على الطبيعية، وانتهت إلى أن الإجراءات الأمنية فى المطارات تتوافق مع الإجراءات العالمية ومنظمة الطيران «الإيكاو»، وأن الخدمات الأمنية على الطرق تمتد من الحدود مع السويس شمالا حتى الحدود السودانية جنوبا، ومن الكيلو 85 على طريق «سفاجا- قنا» وطريق «سوهاج الجديد» من خلال «قول أمنى» يضم مدرعة مجهزة لاسلكياً، مع تواجد خدمات أمنية ثابتة ومتحركة تستخدم خدمات الاتصال عبر الأقمار الصناعية «الثريا» على طريق «القصير- قفط».
■ العلاقة الطيبة بين المواطن ورجل الأمن ضرورة لنجاح مهمة الشرطة وتحقيق الرسالة الأمنية، وأى شرخ فى هذه العلاقة يأتى بنتائج سلبية، لأن المواطن شريك أساسى فى تحقيق الأمن، ولذلك هناك حرص شديد على تنفيذ تعليمات الوزير والكتب الدورية للوزارة بعقد الاجتماعات مع كافة العناصر التى تحمل رسالة الأمن من جنود وأفراد وضباط، بالإضافة إلى حصولهم على دورات فى حقوق الإنسان، ودورات إضافية فى التعامل مع ضيوف مصر من السائحين، وكذلك هناك لقاءات خاصة فى توطيد العلاقة بين عناصر الجهاز نفسه، ليكون بناؤه مبنياً على الاحترام والالتزام والتعاون، مع تشجيع العناصر المتميزة، وكذلك عدم التهاون مع أى تقصير، وغير مسموح بالتجاوز فى حق المواطن، كرامة المواطن خط أحمر، لأن دورنا الرئيسى هو خدمته وتوفير الأمن له.
■ تواجد القيادات الأمنية فى الشارع، من أهم النقاط التى نحرص عليها، لأن ذلك يضمن عدة مميزات، أهمها شعور المواطن بالأمن وضمان اليقظة، ضمان عدم حدوث تجاوزات وتلافى أى ثغرات يمكن أن توجد، مع خلق علاقة وطيدة بين هذه القيادات وباقى القوات.
■ المواطن فى البحر الأحمر لا يميل إلى الجريمة، وهو دائما مشغول بالعمل ويجيد تقديم الخدمة والعون للآخرين، وهو شديد التعاون مع رجل الأمن ولديه حس وطنى عال جدا، ونسبة الجريمة تكاد تكون غير موجودة، والموجود منها معظمها بسبب المعاملات التجارية وعلاقات العمل.
■ هناك أعداد كبيرة من أبناء الجاليات الأجنبية يعيشون فى الغردقة بصورة مستمرة، متزوجون ولديهم أبناء، خاصة الروس، الذين يعدون من أكثر الجاليات المقيمة فى الغردقة، ولذلك قررت دولتهم بناء قنصلية لهم فى الغردقة، وقد رفضوا المغادرة أو العودة إلى بلادهم لما يلاقونه من حسن استضافة وشعور بالأمان الكامل.
■ جهود الحملات المتنوعة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة أسفرت عن نتائج، تمكنت خلالها إدارة المرور من ضبط 17 ألف مخالفة رادار، تخطى السرعات المقررة على الطرق، وضبط 307 سائقين يتعاطون المخدرات أثناء القيادة، و16 ألف مخالفة مرورية متنوعة، وفى مجال تنفيذ الأحكام تم ضبط 49 متهماً هارباً من حكم فى جناية و4606 متهمين فى جنح و1054 متهمين فى مخالفات متنوعة، وتم فحص نحو 500 شقة مفروشة، بينها 194 شقة مخالفة لم يتم الإبلاغ بها، وفى مجال قضايا الآداب العامة تم ضبط 628 قضية آداب متنوعة و283 قضية تموين وسلع مجهولة ومنتهية الصلاحية وعبوات مياه مجهولة ولحوم ودواجن فاسدة، وتم ضبط 43 قضية حيازة أسلحة بيضاء و143 قضية فحص مسجل خطر.