تنتظر قرى شعلان وشيدة والشيخ سليمان والأرمبية والكومي بمركز يوسف الصديق في الفيوم، وصول جثامين 7 من أبنائها، قضوا نحبهم في حادث تصادم وقع فجر الأحد بالقرب من محافظة المفرق بالمملكة الأردنية الهاشمية أثناء توجههم للعمل في مجال المعمار. وروى عدد من أقارب المتوفين حالة العوز التي تعانيها أسرهم، والتي دفعت بهم للبحث عن لقمة العيش في الغربة ليلقوا مصرعهم تاركين أطفالا ونساء وعجائز، جميعهم لا دخل لهم سوى ما كان يوفره الضحايا من عملهم. مآس متعددة خلفها الحادث الأليم، أسرة الضحية حماد مسعود، 49 سنة، لا دخل لها سوى ما كان يوفره من عمله في الغربة تاركا 4 أطفال يعاني 3 منهم إعاقات ذهنية وجسدية وفق سعيد رشاد محمد، أحد أبناء قرية شعلان، مؤكدا أن الضحية لديه 4 أبناء بينهم 3 يعانون من إعاقات جسدية وذهنية هم هبة 11 سنة واحمد 8 سنوات وعمرو 4 سنوات ولا يوجد عائل لهم سواه، مطالبًا بضرورة تكفل المسؤولين بعلاجهم وتوفير متطلباتهم المعيشية. والضحايا هم راضي جمعة صوفي وحماد مسعود حسين ومحمود عبدالسيد حسين وجميعهم من عائلة حواس، يحاصر الفقر أسرهم وفق حديث ابن عمهم جمال حافظ السيد، 49 سنة، حيث أكد أن الضحايا لا دخل لأسرهم سوى ما كانوا يوفرونه من أعمالهم بالغربة. ويشير إلى أنهم استيقظوا على نبأ الحادث من خلال اتصال هاتفي من أحد أقاربهم العاملين بالاردن الذي أوضح لهم أن الضحايا كانوا في طريقهم للعمل بمجال المعمار يستقلون سيارة 2 كابينة متوجهين من عمان إلى منطقة أم الجمال للعمل في مجال المعمار، وفوجئوا بسيارة نقل محملة بصخرتين كبيرتين تسير أمامهم واصطدمت بهم ما أدى إلى سقوط إحدى الصخرتين على السيارة والتي أدت إلى وقوع الحادث المروع، لافتا إلى أن شقيق أحد الضحية راضى جمعة صوفى ويدعى صوفي عاد من الأردن قبل ثلاثة أيام وكان من المقرر أن يعود شقيقه المتوفي معه إلا أنه طلب تأخير العودة لمدة أسبوع ليلقى قدره المحتوم. ويشير مصطفى حافظ «56 سنة- فلاح»، أحد أقارب الضحايا، إلى أنهم يعملون في الأردن منذ نحو 8 سنوات ويعودون كل عام في إجازة وأن الضحايا السبعة في الحادث قد أمضوا عاماً وكان من المقرر عودتهم إلا أن القدر سبق وحصد أرواحهم. التقى عدد من أسر الضحايا المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، والذى أجرى اتصالًا هاتفيًا بالسفير المصرى بالأردن والذى أخبره بأنه انتقل إلى موقع الحادث والمستشفى الذي ترقد فيه جثث الضحايا والمصابين وتم نقل أحد المصابين بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى الأمير حمزة لخطورة حالته، وأكد أن هناك 21 من أقارب الضحايا يريدون إنهاء تصاريح العمل هناك للعودة مع جثامين الضحايا. وأكد السفير المصري في عمان، خلال مهاتفته محافظ الفيوم، أن وفدًا من السفارة يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الجثامين. وفي السياق ذاته أعلن محافظ الفيوم صرف مبلغ 5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى، وأجرى اتصالا هاتفيًا مع إيمان ذكى، وكيلة وزارة التضامن الاجتماعى بالفيوم، تمهيدًا لصرف مبلغ مماثل من الوزارة لأسر الضحايا، وأكد المحافظ تجهيز سيارتين من المحافظة و7 سيارات إسعاف ووفد من المحافظة لاستقبال الضحايا وأقاربهم، كما قرر إقامة سرادق عزاء جماعي على نفقة المحافظة في قرية شعلان.
