شهدت جلسة النواب، الإثنين، عاصفة من الانتقادات والهجوم على ائتلاف «دعم مصر»، واتهامات له بإعادة إنتاج الحزب الوطني المنحل، عقب موافقة أغلبية الأعضاء على المادة (97) الخاصة بنسبة تشكيل الائتلافات النيابية ضمن الباب الرابع من اللائحة الداخلية المتعلق بتمثيل الهيئات النيابية للأحزاب والائتلافات. ونصت المادة على أن «يكون تشكيل ائتلاف نيابي من 25 % من أعضاء المجلس على الأقل، ويشترط في أعضاء الائتلاف أن يكونوا من خمس عشرة محافظة من محافظات الجمهورية، منهم ثلاثة أعضاء على الأقل من كل محافظة وترشحوا على مقاعدها، ولا يجوز لعضو مجلس النواب الانضمام إلى أكثر من ائتلاف في الوقت ذاته». جاءت الموافقة بعد اقتراح النائب طاهر أبوزيد، برفع النسبة المطلوبة لتشكيل الائتلاف النيابي من 20 إلى 25 %، قائلًا إنه يدعو الجميع للموافقة على زيادة النسبة، لأن هذا سيتيح تشكيل 3 ائتلافات قوية داخل المجلس. وبمجرد الموافقة على الاقتراح، عمت الفوضى في القاعة بسبب اعتراض النواب على رأسهم نواب حزب المصريين الأحرار، والنائب على مصيلحي، الذي انسحب من الجلسة، ومعه عدد من النواب، ممن طالبوا بخفض هذه النسبة، وهو ما اضطر رئيس المجلس لرفع الجلسة، لمدة 10 دقائق. ووافق الأعضاء على المقترح، ما دفعهم للتصفيق، وأجرى المجلس التصويت على المادة بعد إعادة صياغتها بالنسبة الجديدة، ووافق عليها 302 نائب، ورفضها 74، وامتنع 5 عن التصويت. وعلق الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، على النتيجة قائلًا إن «هذا التصويت يُسقط كل المقترحات المقدمة حول المادة». واعترض عدد من النواب المستقلين والحزبيين، وحاول النائب خالد يوسف أخذ الكلمة، إلا أن رئيس المجلس والأصوات المرتفعة في القاعة حالوا دون منحه الكلمة. واعترض خالد عبدالعزيز شعبان، وهيثم الحريري، وخرجا من مقاعدهما موجهين كلامهما بصوت مرتفع لرئيس المجلس، مطالبين زملائهم بالانسحاب أسوة بنواب المصريين الأحرار، في الوقت الذي بدت الفرحة واضحة على نواب ائتلاف دعم مصر، وصفقوا لأنفسهم متجاهلين غضب زملائهم. وشهدت طرقات المجلس والبهو الفرعوني مشادات كلامية بين النواب المؤيدين والمعارضين للمادة، بدأت بمشادة بين النائبين أحمد الطنطاوي، ومعتز السعيد. وقال الطنطاوي بصوت مرتفع أمام النواب والصحفيين: «مش عايزين حزب وطني تاني، ده الوطني كان أنضف من كده 100 مرة»، وأضاف أن رئيس المجلس اعتاد إعادة التصويت خلال الفترة الماضية، و«ما حدث خلال الجلسة ليس استثناء فهو دائما يعيد التصويت على أي أمر على غير هواه، ما حدث طريقة فجة، وكان ناقص نفتح قوسين في المادة ونكتب دعم مصر». واشتبك عدد من نواب «المصريين الأحرار» مع نائب «حب مصر»، طارق الخولي، وقال النائب أيمن أبوالعلا: «متعملوش زي الإخوان يا طارق، ده شغل إخوان، إنت نزلت ضد الحزب الوطني هتجيبه تاني»، وعلق آخر: «إحنا عايزين نعمل أحزاب قوية»، فرد «الخولي»: «وماله نعمل أحزاب قوية وشكلوا ائتلافات». وقال النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار: «بعد هذه اللحظة لن تستقيم الأمور، إحنا منسحبين من الجلسة المقبلة، ومن مناقشات اللائحة، عدنا مرة أخرى للحزب الوطنى والإخوان». من جانبه، قال سامح سيف اليزل، رئيس «دعم مصر»، إن نسبة ال 25 % جيدة، وتعطى فرصة أكبر للنواب لتشكيل الائتلاف حتى يكون قادرا على الحضور، وهي ليست إقصاء لأحد. كانت «المصري اليوم» حصلت على نص الرسالة التي تلقاها أعضاء ائتلاف دعم مصر، تذكرهم بأهمية حضور الجلسة، واعتبرها الائتلاف جلسة حاسمة للانتهاء من مواد الائتلاف، وضرورة عدم قبول المقترحات التي ستقدم لتعديل هذه المواد من رقم 95 إلى 108، وعد ممانعة زيادة نسبة تشكيل الائتلافات إلى 25 % في المادة 97.