محمد صلاح في لقاء فيورنتينا وروما.. باجيو جديد في فيرينزي

في شهر مايو من العام 1990، كانت مدينة فيرينزي الهادئة المشهورة بالفن والجمال مشتعلة بالمظاهرات، الشوارع ممتلئة بالجماهير الحاملين للافتات والمولوتوف، الجماهير التي كانت في طريقها إلى مقر نادي فيورنتينا حيث كان رئيس النادي وقتها، فلافيو بونتيو، محتجزًا وعاجزًا عن المغادرة، لما كل هذا؟ فبونتيو قام ببيع نجم الفريق الاول روبرتو باجيو إلى الغريم الأزلي، يوفنتوس.
فيورنتينا كان يمر بضائقة مالية وكان مضطرًا للتخلي عن نجومه، ولكن أن تبيع نجمك الاول إلى اليوفي في ظل العداوة الكبيرة بين الفريقين بسبب أحداث سكوديتو 1982 مشبوهة وقتها؟ كان هذا حقًا ضربا من الجنون، حتي لو كانت الصفقة مقابل ثمانية ملايين جنيه إسترليني، وهو ما كان رقما قياسيا وقتها.
بالطبع، انتظر الجميع وقتها زيارة اليوفي إلى ملعب الارتيميو فرانكي والزيارة الأولى لباجيو لفريقه القديم، الكل كان يريد أن يرى كيف سيتفاعل جمهور ال«فيولا» الغاضب مع باجيو، خصوصًا أن العلاقة بينهم كانت متوترة منذ اليوم الأول ل«روبي» في فيرينزي بسبب رفضه حمل «الكوفية» الخاصة للفريق في تقديمه للإعلام. كان على هؤلاء الانتظار حتى إبريل 1991 عندما حان موعد اللقاء، وبالفعل استقبل باجيو بالسباب والمقذوفات طوال اللقاء، ولم يتوقف الصفير تجاهه إلا فقط عندما نجح في الحصول على ضربة جزاء للسيدة العجوز في الشوط الثاني، ولكن على غير المعتاد لم يتقدم باجيو للتسديد وتركها لزميله سيزار الذي أضاعها، في لقطة حتى الآن تثير الجدل، فباجيو ومدربه في هذا الوقت لويجي مايفريدي قالا إن هذا كان متفقًا عليه وإنه لم يرد أن يسددها أمام حارس فيورنتينا الذي لعب ضده أكثر من 8000 ضربة جزاء في التدريبات.
ولكن هذه اللقطة لم تكن نهاية الإثارة، فعند تغيير «روبي» قام أحد الجماهير بإلقاء «كوفية» ال«فيولا» تجاه اللاعب، فما كان منه إلا أنه أخذ الكوفية من أرضية الميدان، مسكتًا صفير جماهير ال«فيولا» ومثيرًا لغضب جمهور فريقه ضده لأنهم اعتبروها عدم احترام لهم.
نعود الآن إلى 2015، حيث سيعود محمد صلاح إلى الأرتيميو فرانكي هو الآخر في ظروف مشابهة، فصلاح خرج من فيرينزي من الباب الضيق، فبحسب رواية النادي البنفسجي، اللاعب لم يحترم تعاقده معهم، فهو كان يملك مهلة قانونية ليخبرهم بعدم رغبته في الاستمرار وبالتالي عدم تجديد التعاقد، وهو ما يزعمون عدم حدوثه، وبالتالي فالنادي جدد إعارته من تشيلسي الانجليزي ودفع المبلغ المطلوب، إلا انه فوجئ برفض اللاعب الاستمرار وتجاهله الرد على اتصالاتهم، الأمر الذي نفاه اللاعب ووكيله وأوضحوا أنهم لم يرتكبوا أي خطأ وأن اللاعب كان من حقه التفاوض مع اندية أخرى والتوقيع معها، وهو ما حدث بانتقاله إلى روما، بعد مفاوضات مع روبيرتو مانشيني لاقناعه بالانضمام للإنتر، وان لم تكلل بالنجاح، بل وتسببت في حرب بيانات بين الإنتر وفيورنتينا واتهامات من جانب الفيولا باستخدام مانشيني طرقا غير شرعية لاقناع اللاعب بالانتقال لميلانو.
الفيولا لم يتوقف عند مرحلة الاتهامات، بل قام بتصعيد الأمر إلى «فيفا» بقضية رسمية يطلب فيها تعويضا ماديا من اللاعب وإيقافه كعقاب لعدم احترامه التعاقد، التحقيق الذي من المتوقع الاعلان عن نتيجته في الأيام القادمة، وإن كان مسؤولو روما يؤكدون على صحة موقفهم وموقف اللاعب، على عكس ديلا فالي رئيس الفيولا الذي توقع إيقاف اللاعب لمدة ستة أشهر مع عقابه ماديًا.
في وسط كل هذه الأجواء الملتهبة، سيعود «صلاح» إلى الفرانكي، في لقاء لا تنقصه الحماسة بالنظر إلى ترتيب الفريقين، الفيولا يتصدر ويليه روما بفارق نقطة واحدة، وإن كان جمهور الفيولا سيكون في انتظار المصري في تكرار لمشهد حدث منذ ما يقرب من 25 سنة ولكن في ظروف مشابهة ومع نجم نجح بذكائه فى الخروج بأقل الاضرار وقتها، فكيف يستعامل ابن النيل مع هذا الامتحان الصعب لشخصيته وقدرته على التعامل مع الضغوط إن شارك في اللقاء.
الأهم، هو أن يبتعد عن الكوفيات.