قبل شهور قليلة لم يكن أكثر المتفائلين لفريق بايرن ميونيخ الألماني يتوقع أن يصبح الفريق البافاري مرشحا لإحراز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) ولكن الفريق أصبح مرشحا بالفعل لتحقيق هذا الإنجاز. ولا يعكر صفو النادي البافاري وانطلاقته الناجحة نحو الألقاب الثلاثة وفي مقدمتها اللقب الأوروبي سوى إيقاف نجمه الفرنسي فرانك ريبيري ثلاث مباريات من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) مما سيحرمه من المشاركة في نهائي دوري الأبطال. ولم يقدم الفريق البافارى فى بداية الموسم الحالى مايشفع له للوصول لهذه النتيجة ولكن مع توالى المباريات أرتفعت أمال الفريق لتصل لمحاولة تحقيق الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) وشق بايرن طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية لبطولة دوري الأبطال ليكون أول ظهور له في نهائي البطولة منذ أن توج بلقبها عام (2001). ويفتقد بايرن في المباراة النهائية للبطولة جهود لاعب خط وسطه ريبيري الذي تعرض لعقوبة الإيقاف ثلاث مباريات أوروبية مع الفريق كانت أولها في مباراة الإياب أمام ليون الفرنسي بالدور قبل النهائي للبطولة ورغم ذلك ، قدم بايرن عرضاً رائعاً أمام ليون في هذه المباراة وتغلب عليه في عقر داره بثلاثة أهداف نظيفة ولم يسبق لأي ناد ألماني أن فاز بألقاب الدوري الألماني وكأس ألمانيا وبطولة أوروبية في موسم واحد. ولكن فوز بايرن على ليون فى عقر داره (4/صفر) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا جعل كل شيء ممكناً. ولم يكن ذلك أمرا متوقعا في وقت سابق من الموسم الحالي عندما عبر بايرن مجموعته في الدور الأول لدوري الأبطال بصعوبة فائقة إضافة إلى فشل المدير الفني الجديد الهولندي «لويس فان جال» الذي تولى مسئولية الفريق في بداية هذا الموسم فى التعامل مع اللاعبين ولكن فان جال أصبح حاليا هو مهندس هذا النجاح الذي يحققه بايرن هذا الموسم. فى ذات السياق قال «كارل هاينز رومينيجه» نائب رئيس نادي بايرن إلى اللاعبين بعد فوزهم على ليون الثلاثاء الماضي "لدينا كل الاحتمالات للفوز بكل شيء. وقد يكون هذا موسما تاريخيا". وأضاف "لم نجرب من قبل موقفا يكون فيه كل شيء ممكنا. سنخوض نهائي دوري أبطال أوروبا في (22 مايو) بعد أسبوع واحد من خوض المباراة النهائية لكأس ألمانيا كما نواجه الآن مباراتين نهائيتين في الدوري الألماني (بوندسليجا) أمام بوخوم وهرتا برلين" ويعتقد فان جال أن فريقه "يستطيع التغلب على أي فريق" في نهائي دوري الأبطال بالعاصمة الأسبانية مدريد ولكنه حذر الجميع لأن شيئا لم يحسم حتى الآن. ولم يفز بايرن ميونيخ من قبل بأي ثلاثية في موسم واحد يكون أحد ألقابها أوروبياً حتى عندما فاز الفريق بقيادة لاعبه الفذ «فرانز بيكنباور» بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري (دوري أبطال أوروبا حاليا) ثلاث مرات بين عامي (1974 و1976) . ويتصارع بايرن حاليا مع شالكه على لقب البوندسليجا حيث يتساوى الفريقان في عدد النقاط وإن تفوق بايرن بفارق الأهداف كما يلتقي بايرن فريق فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا بالعاصمة برلين في 15 مايو الحالي وإذا أحرز بايرن لقب دوري الأبطال هذا الموسم سيكون اللقب الأوروبي السابع في تاريخه حيث فاز بلقب دوري الأبطال بمسماه القديم ثلاث مرات في السبعينيات من القرن الماضي ثم بمسماه الجديد في عام (2001) وفاز بكأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس عام (1967) وكأس الاتحاد الاوروبي عام (1996). وحل مكان ريبيري في مباراة الإياب أمام ليون لاعب خط الوسط التركي حميد ألتينتوب الذي قدم عرضا جيدا كما قدم زميله الهولندي آريين روبن عرضاً رائعاً. ولكن فان جال يمتلك بدائل أخرى. ومن بين هذه البدائل المهاجم الكرواتي إيفيكا أوليتش الذي سجل جميع الأهداف الثلاثة في شباك ليون خلال لقاء الثلاثاء الماضي بينما يمتلك فان جال على مقاعد البدلاء المهاجمين الألمانيين الدوليين ميروسلاف كلوزه وماريو جوميز. وقال أوليتش 30 عاماً "تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة كهذه يمثل أمرا رائعا وحلما اعتقدت أن مباراتنا أمام مانشستر يونايتد كانت مباراة عمري ولكن مباراتنا أمام ليون في الدور قبل النهائي كانت رائعة وكبيرة أيضا. كان اللعب الجماعي هو أهم شيء"ورفع أوليتش رصيده في دوري الأبطال هذا الموسم إلى سبعة أهداف بفارق هدف وحيد خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني كما لعب «أوليتش» دوراً كبيراً في الإطاحة بمانشستر يونايتد الإنجليزي من دور الثمانية للبطولة حيث سجل هدفاً قبل نهاية مباراة الذهاب ليقود بايرن إلى الفوز (2/1) كما سجل هدفا قبل نهاية الشوط الأول في مباراة الإياب ليجدد أمل الفريق بعدما تقدم مانشستر (3/صفر).