ريال مدريد.. ومتاهة رأس الحربة (تحليل)

أظهرت مباراة ريال مدريد مع سبورتنج خيخون في الجولة الأولى بالدوري الإسباني والتي انتهت بالتعادل السلبي أن النادي الملكي لا يمكنه بأي حال من الأحوال التخلي عن مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة في الفترة الراهنة وأن التعاقد مع رأس حربة أخر أصبح ضرورة ملحة.
وبعيدا عن كل ما يثار بخصوص أن هذه لا تزال بداية الموسم ولا يمكن الحكم على المستوى الهجومي للفريق من خلالها لأن البدايات دائما ما تكون خادعة، إلا أن أثر غياب الفرنسي كريم بنزيمة عن هجوم الريال بسبب الاصابة كان واضحًا وغياب البديل الملائم كان جليًا.
- لماذا بنزيمة؟
قبل الحديث عن خيسيه رودريجز بديل بنزيمة في مباراة سبورتنج خيخون يجب الحديث عن أهمية اللاعب الفرنسي نفسه بالنسبة لهجوم الريال، وبالتحديد البرتغالي كريستيانو رونالدو، المرجعية الأساسية للفريق.
ربما يقال عن بنزيمة أنه في بعض الأحيان يهدر فرصا سهلة أمام المرمى، وهذا أمر وارد جدا بالنسبة لأي لاعب، ولكن لا يمكن في نفس الوقت انكار بعض الفنيات العبقرية التي يسجل بها أهدافه من حين إلى أخر.
طريقة لعب بنزيمة كرأس حربة ليست اعتيادية، فهو خليط بين المهاجم التقليدي وذلك الذي يقدر على صنع اللعب للقادمين من الأطراف، والحديث هنا بكل تأكيد عن كريستيانو رونالدو، بكلمات أخرى يمكن القول أن بنزيمة ليس رقم «9» التقليدي وليس رقم «10» الاعتيادي بل هو ال«9.5».. خليط بين هذا وذاك.
أهم ميزة في بنزيمة هي قدرته على التموضع بصورة جيدة، لذاته ولغيره، حيث أنه يتمركز بشكل يتيح لنفسه التسجيل وأيضا لتفريغ المساحة من أجل رونالدو، هذا بخلاف أنه ليس أنانيا في خط هجوم يعرف الجميع ماهية طباع من فيه.
لماذا ليس خيسيه؟
الحديث ليس هنا عن أن خيسيه لا يصلح للعب في ريال مدريد، فهذا ليس صحيحا بالمرة، بل عن كونه لا يصلح للعب كرأس حربة صريح كما فعل الإسباني رافا بنيتيز في مباراة سبورتنج خيخون حينما أشركه في هذا المركز.
السبب الأول الذي يجعل خيسيه لا يصلح للعب كرأس حربة هو كونه في الأساس جناح لا يتمتع بنفس مقومات بنزيمة لذا لا يقدر على تأدية نفس الدور، كما أن طريقة لعبه لا تعتمد على «التموضع» التي تناسب رونالدو وطريقة لعب الريال عامة.
على ماذا اذًا تعتمد طريقة لعب خيسيه؟ إنه مثل رونالدو وبيل يميل إلى اللعب على الأطراف حيث يمكنه الركض لأنه يحب أن تكون المساحات فارغة أمامه، لا على أن يعمل على تفريغها لغيره.
من ضمن الأمور الأخرى التي لا تصب في مصلحة خيسيه للعب كرأس حربة صريح، عدم براعته في الألعاب الهوائية حيث أن ريال مدريد دائما ما يسجل منها الكثير من الأهداف، على عكس بنزيمة الذي يتميز فيها، يكفي النظر فقط لطول الإسباني 178 سم والفرنسي 187 سم.
وماذا عن كريستيانو رونالدو؟
يمكن لكريستيانو رونالدو بكل تأكيد اللعب في مركز رأس الحربة، ولكنه سبق وصرح بأنه لا يحب اللعب على الأطراف وهذا حقه لأنه يقدم في هذا المركز كل طاقته فكما قال المدرب السابق لريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي «سأكون مجنونا لو غيرت مركز لاعب يحرز لي 50 هدفًا في الموسم».
الآن هذا عهد بنيتيز وبكل تأكيد هو يفكر بنفس الطريقة، لأن الدفع بكريستيانو في مركز رأس الحربة سيجعله يخسر الكثير من قوة الفريق في جبهته اليسرى الضاربة، لأن مستوى الويلزي جاريث بيل الذي بدأ هذا الموسم في مركز صانع الألعاب، على عكس ما كان عليه الأمر مع أنشيلوتي في الموسم الماضي حينما كان يلعب كجناح أيمن، ليس كما يجب وبالتالي لا يحبذ الاعتماد عليه في اليسار.. تلك المنطقة التي تشهد تناغما منقطع النظير بين ال«دون» والبرازيلي مارسيلو.
- السوق أم بورخا مايورال؟
لا يزال أمام ريال مدريد فرصة حتى 31 من أغسطس الجاري لاتخاذ قرار بخصوص اذا ما كان سيقدم على ابرام صفقة ملحة بالتعاقد مع رأس حربة يقبل بدور ال«سنيد» مع رونالدو، مثل دييجو يورينتي على سبيل المثال، أم أنه سيقدم على احياء رغبة قديمة بضم المهاجم روميلو لوكاكو لاعب إيفرتون الإنجليزي الذي يتمتع بخصائص قريبة بعض الشيء من بنزيمة.
الحل الأكثر بالسهولة بالنسبة لريال مدريد وربما الذي سيفرضه فلورنتينو بيريز رئيس النادي على بنيتيز ربما سيكون محاولة تكرار تجربة ألبارو موراتا لاعب يوفنتوس الإيطالي حاليا وتصعيده اللاعب الشاب بورخا مايورال من فريق كاستيا.
وقدم مايورال (18 عاما) خلال العامين الماضيين مستوى جيد مع فرق ناشئي ريال مدريد، لذا صعد لفريق كاستيا، بخلاف أنه تمكن مؤخرا من التتويج بكأس الأمم الأوروبية تحت 19 عاما مع منتخب إسبانيا بل وكان أيضًا هداف البطولة.
وبالنسبة للحل الأخير المستبعد فإنه يتمثل في تفعيل البند الموقع عليه في عقد بيع موراتا ليوفنتوس واستعادة اللاعب مجددا مقابل 35 مليون يورو، ولكن على أي حال فإن الأيام المتبقية لحين انتهاء سوق الانتقالات الصيفية قليلة وستتضح بعدها ملامح كل الأمور.