مارس النظام السابق و بكفاءة منقطعة النظير الأخصاء السياسي حتى أنك لتجد أن كل من هام حول هالة الرئاسة وقد تم أخصاؤه سياسياً، فمنهم من لفقت له قضية تزوير ومنهم من أبلغ أن الهانم تأمره أن يستقيل من منصب ما و أهمهم من تلقى أقوى ضربة " لأعلى" وتبعه من ظن نفسه رئيساً عن جد ولو لمجلس الوزراء وكبيرهم الذي تم تلويث سمعته بالعافية بفضل فتاة أرمنية تحوم حولها شبهات كثيرة ليومنا هذا و أعفنهم سياسيا وجوه متصلبة ومتشنجة من شدة ما تشنجوا أيام السادات وألبوا ضده الشباب وتحولوا إلى طواشي مبارك وولده منهم من كان يطبع كتب وزارة التعليم ثمناً لقصفه الأخوان بصواريخه الكلامية وألونهم من كان شيوعياً وسجن و حورب في عهود سابقة ثم لقم فمه بجريدة العاصمة التي لا يقرأها الا هو و بائع الطعمية الراكدة بضاعته و الآن أندهش كثيراً حينما أجد شبابا صغار و كتابا كبار يمارسون الاقصاء السياسي أولا أكدوا أن من عمل أتيند لإيفنت ثلاثاء الغضب هم الثورة فلما وجدوا أن الجمعة كانت هي نار الغضب التي تلت شرارة يوم الثلاثاء صار من هو بالتحرير هو الجدع و من سواهم جبان و لم يجهدوا أنفسهم ليعرفوا ماذا فعل من وقف ليال طويلة في شوارع مصر يحمي أهله و أهلهم بل حينما انقض عليهم أهل قريش هذا الزمان راكبوا الجمال و قاذفوا منجنيق اللهب دافع عنهم و عن نفسه بالتأكيد شباب الإخوان ربما لجلدهم أو تدريبهم لا أدري المهم أن الاقصاء الآن يخرج الإخوان من لعبة الثبات و الصمود التي مارسها لشعب المصري كأروع ما يكون طوال أيام مبارك الأخيرة فتحول الإخوان الي انتهازيين و ربما هم كذلك لا أدري أيضا و لكن لم كان رأيكم أيامها أن الشباب المتدين لا يفعل كذا و لا يقول كذا و كانوا ملائكة و كانوا و كنا و انتهينا بأن أصبحنا معسكرين معسكر اللأويين الفاهمين الواعيين الثائرين اللي ما باعوش دم الشهداء و معسكر النعمويين العاقلين الاستقراريين اللي انضحك عليهم بإزازة زيت بل أن الإخوان يقصون الوسط والوسط يقصي الليبراليين و الليبراليين يقصون الفلاحين و الآن يخرج بعضنا بعضا من دوائر صنعناها و للأسف هي كحبال مشانق الإعدام تخنق من يحاول التعلق بها و تفزع من يشاهد ضحاياها كثير من المقالات تؤله شباب الائتلاف و كأننا لا نتعظ مما فعلناه بعبد الناصر و لا مما فعله بنا من تأليهنا إياه كيف لا يجرؤ أحد على النصح لهؤلاء الشباب أن الحماس و الفورة هما وقود الثورة و الذكاء و البديهة هما وقود العقول الحرة و العقل و الحكمة هما نتاج السنين و الخبرة دعوتي هي أن نتوقف عن ممارسة الإقصاء البغيض و أن نتحرك لأن الوقت يداهمنا فلنتحرك و يا حبذا لو من أمس حتى لا يفوتنا الغد