«مارتينو» يحلم بارتداء حلة الأبطال

بعد النهائية الحزينة لتجربته السابقة مع فريق برشلونة الإسباني، يتطلع المدرب خيراردو مارتينو، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، إلى الفوز بلقبه الأول في البطولات الكبيرة خلال مسيرته التدريبية.
ويقود «مارتينو» المنتخب الأرجنتيني، السبت، في المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا»، المقامة حاليًا في تشيلي، حيث يلتقي منتخب تشيلي على كأس البطولة.
وإذا حقق المنتخب الأرجنتيني الفوز، على الاستاد الوطني في العاصمة سانتياجو، سيكون اللقب الأول للتانجو الأرجنتيني في البطولات الكبيرة منذ 22 عامًا، وبالتحديد منذ فوز الفريق بلقبه الرابع عشر في بطولات كوبا أمريكا.
ويترقب «مارتينو»، مثل لاعبي الفريق بقيادة المهاجم الفذ ليونيل ميسي التتويج بهذا اللقب، ليكون الإنجاز الأول لهذا الجيل من لاعبي الأرجنتين، بعدما سقط في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل أمام المنتخب الألماني.
كما يمثل الفوز بكأس هذه البطولة ثأرًا شخصيًا ل«مارتينو»، وفرصة جيدة لحجز مكانه بين مدربي النخبة في هذا العصر، الذي يشهد العديد من المدربين الرائعين، مثل الإسباني جوسيب جوارديولا والأرجنتيني دييجو سيميوني والبرتغالي جوزيه مورينيو والفرنسي آرسين فينجر، حيث يتقاسم المدربون حاليًا الأضواء والشهرة مع اللاعبين.
وتوج «مارتينو» بلقب الدوري مع نيويلز أولد بويز الأرجنتيني، ومع كل من ليبرتاد وسيرو بورتينو في باراجواي، كما أصبح بطلا لدى جماهير باراجواي بعدما قاد منتخب باراجواي لدور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وإلى نهائي كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين.
كانت إنجازات «مارتينو» مع منتخب باراجواي كافية لإسناد مهمة تدريب برشلونة الإسباني إليه في يوليو 2013، بسبب مرض الراحل تيتو فيلانوفا، المدير الفني الأسبق لبرشلونة، والذي وافته المنية بعدها بشهور قليلة.
وقال «مارتينو»، 52 عامًا، في تصريحات إلى صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية، بعد رحيله من تدريب برشلونة: «كان الوضع غريبًا للغاية عندما توليت تدريب الفريق، أدهشتني درجة الجهل بشخصي».
وحاول «مارتينو» التعامل بتواضع، خاصة مع الجهل به وبإنجازاته السابقة، لكنه أنهى الموسم 2013-2014 بلا أي لقب مع برشلونة، ليودع الفريق في نهاية الموسم.
وفوجئ «مارتينو» في بداية عمله مع برشلونة بأن من يعرفونه في أوروبا ينسبون السبب في التعاقد معه إلى كونه من مدينة روساريو الأرجنتينية، التي ينتمي إليها ليونيل ميسي، نجم برشلونة.
ورغم العلاقة الوطيدة بين «مارتينو» و«ميسي»، قدم «ميسي» موسمًا سيئًا مع برشلونة تحت قيادة «مارتينو»، بسبب الإصابات التي عانى منها، ولهذا لم يستطع «مارتينو» أن يقنع الجميع بإمكانياته التدريبية، لاسيما وأن جماهير ومسؤولي برشلونة اعتادوا في السنوات السابقة على تحقيق النجاح.
واعترف «مارتينو»: «كان عامًا عصيبًا بالفعل، قضيت فترة صعبة للغاية في إسبانيا»، معربًا عن تحمله مسؤولية إخفاق برشلونة في ذلك الموسم.
وأكد «مارتينو»: «كان برشلونة هو الفريق الأفضل في التاريخ، وهو ما جعل كل شيء في غاية الصعوبة بالنسبة لي»، في إشارة إلى توليه المسؤولية عقب النجاح الهائل الذي حققه الفريق مع «جوارديولا» و«فيلانوفا».
ولم يعارض «مارتينو» أو يتردد في قبول تدريب المنتخب الأرجنتيني خلفًا لمواطنه أليخاندرو سابيلا، الذي قاد الفريق للمركز الثاني في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وقال «مارتينو»: «أعتقد أن تجربتي في إسبانيا ستفيدني في مهمتي مع المنتخب الأرجنتيني».
ووجد «مارتينو» في منتخب الأرجنتين فريقًا مفعمًا بالمواهب والنجوم القادرين على مساعدته لتحقيق حلمه.
ولجأ «مارتينو» إلى صبغ أداء الفريق بالناحية الهجومية أكثر مما كان عليها الفريق في عهد «سابيلا»، خاصة وأن لديه مجموعة من المهاجمين المتميزين، مثل «ميسي» وجونزالو هيجوين وسيرخيو أجويرو وخافيير باستوري وآنخل دي ماريا وغيرهم.
وكانت اللحظة الصعبة التي مر بها مارتينو هي التعادل «2-2» مع منتخب باراجواي في بداية مسيرته بالبطولة الحالية، رغم تقدم فريقه في البداية «2-0»، ولكن الفريق شق طريقه بنجاح بعد هذا، حتى بلغ نهائي البطولة بالتغلب على نفس الفريق «6-1» في المربع الذهبي للبطولة، ليصبح التانجو و«مارتينو» على بعد خطوة واحدة من منصة التتويج باللقب القاري.