شكرى يفتتح الدورة التدريبية ال21 لقادة مهام حفظ السلام

افتتح وزير الخارجية، سامح شكرى، صباح الأحد، البرنامج التدريبي لقادة مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دورته ال21، والتي تعقد لأول مرة في شمال أفريقيا، وذلك في حضور السلك الدبلوماسى العربى والأفريقي والأجنبي المعتمد في القاهرة.
وتعد هذه الدورة من أهم الدورات التدريبية في مجال حفظ السلام على مستوى العالم، وينظمها مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا التابع لوزارة الخارجية، وذلك بالتعاون مع مكتب خدمات التدريب المتكامل للأمم المتحدة التابع إدارتى عمليات حفظ السلام والدعم الميدانى بالأمم المتحدة.
وفى كلمته الإفتتاحية، أكد شكري على إلتزام مصر بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعم مصر للتسوية السلمية للمنازعات وحفظ وبناء السلام، مؤكدا على إلتزامها بدورها القيادى كممثل للقارة الأفريقية والعالم العربى ودول الجنوب، في إطار حملة ترشح مصر كعضو غير دائم بمجلس الأمن (2016-2017).
وتهدف الدورة إلى إعداد قادة مهام حفظ السلام الأممية وتعريفهم بأدوارهم ومسؤولياتهم القيادية، سيشارك فيها 27 مسؤولا من خلفيات عسكرية وشرطية ومدنية من 15 دولة من أعضاء الأمم المتحدة بما في ذلك 4 مشاركين من مصر، كما سيشارك بها عدد من مسؤولى المنظمة الدولية.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه الدورة في شمال أفريقيا، والمرة الثانية التي يتم تنظيمها في الشرق الأوسط، وتستمر الدورة لمدة 10 أيام بدعم مشترك من قبل الحكومتين المصرية واليابانية.
وبدورها، أعربت المنسق المقيم للأمم المتحدة وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، آنيتا نيرودي، عن تقديرها للحكومة المصرية لاستضافتها هذه الدورة، وعن سعادتها لتنظيم هذه الدورة بالاشتراك مع مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا، الذي اعتبرته «يلعب دورا بارزا في مجال حفظ السلام في أفريقيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر منذ عام 2008، بمساهمة سخية من الحكومة اليابانية التي يسرت عقد هذه الدورة، وساندت جهود المركز، في مجال حفظ السلام وتسوية المنازعات في أفريقيا، اتساقا مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325»، على حد قول آنيتا.
وأضافت: يصحبنا في هذه الدورة من البرنامج التدريبي لكبار قادة البعثات لفيف من المتقدمين والميسرين ذوي الخبرة والتميز، وجميعهم سيجعلون من هذه التجربة تجربة تعلم متميزة.
وتابعت آنيتا: على الرغم من أن عمليات حفظ السلام متعددة الأبعاد، بموجب الفصل السابع، إلا أنها نالت اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة، ومازال يجري استخدام نماذج متنوعة من البعثات. وأوضحت: نفذت منذ عام 1948 ثمانية وستون عملية في 5 قارات، منها 16 عملية لدعم السلام، و11 بعثة سياسية، وبعثة لبناء السلام مازال يجري نشرها.
وقالت آنيتا إن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام تطورت على مر السنوات لتتكيف مع السياق الديناميكي والمتطور. وأكدت أن المجتمع الدولي يواجه تحديات سياسية وأمنية وإنسانية وإنمائية تفاقمها الضغوط البيئية والمالية. وأردفت قائلة: هناك أزمات وصراعات جديدة آخذة في الظهور في الوقت الذي تزداد فيه محدودية الموارد المالية يوما بعد يوم، ولابد لعمليات دعم السلام من الاستمرار في تكيفها بهدف التصدي لهذه التحديات.
ويأتى تنظيم الدورة في إطار دعم مصر المتواصل للجهود الدولية في مجال حفظ السلام، حيث شاركت مصر في مهام حفظ السلام إبتداءا من بعثة حفظ السلام في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الوقت فقد ساهمت مصر بأكثر من 30 ألف فردا من قوات حفظ السلام في 38 بعثة ب24 دولة، كما تحتل مصر حاليا المرتبة ال11 ضمن أكثر الدول المساهمة بقوات في بعثات حفظ السلام، بمشاركة إجمالية تفوق ال 2400 فردا منتشرين في ثماني بعثات حفظ السلام.
ويعد مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام أحد مراكز التميز المعتمدة من الإتحاد الافريقي، وتم تأسيسه من قبل وزارة الخارجية المصرية في عام 1994، حيث يهدف المركز إلى تقديم «حلول افريقية للمشاكل الافريقية» من خلال بناء القدرات الأفريقية في قضايا حفظ وبناء السلام وإدارة الحدود والأزمات ومكافحة التطرف العنيف.
ودرب المركز 1761 من أفراد قوات حفظ السلام المصريين خلال عامى 2014- 2015 قبل نشرهم في بعثات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية ودارفور ومالى وجمهورية أفريقيا الوسطى، كما استضاف في شهر مارس الماضى المشاورات الإقليمية للمنطقة العربية للجنة الأمم المتحدة رفيعة المستوى لمراجعة عمليات حفظ السلام، والتى ستقدم توصياتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة قريبا.