رغم أن أعمالها تحظى بجماهيرية كبيرة، سواء فى موسم رمضان أو غيره فإن شركات إنتاج الرسوم المتحركة تواجه مشاكل كثيرة مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ربما تؤدى إلى انهيار هذه الصناعة تماماً وإن كانت هذه المشاكل بدأت منذ العام الماضى فإنها ازدادت بعد ثورة 25 يناير، ولذا أرسل صناع الرسوم المتحركة خطابا إلى الدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، طالبوا فيه بصرف مستحقاتهم المتأخرة وطلبوا أيضاً مقابلة رئيس الاتحاد لمعرفة موقف التليفزيون من إنتاج مسلسلات الأطفال خلال الفترة المقبلة. الدكتورة زينب زمزم منتجة ومخرجة مسلسلات رسوم متحركة أكدت أنه على الرغم من السعى لتطوير مستوى أعمال الرسوم المتحركة لتحقيق الرسالة الإعلامية والتربوية التى تقدم من خلال تلك المسلسلات وهى غرس العديد من القيم والمفاهيم فى عقل وشخصية الأطفال، إلا أن المسؤولين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون لا يهتمون بهذه الأعمال. وقالت: يتم التعاقد مع شركات الرسوم المتحركة بقيم هزيلة للغاية لا تتناسب مع تكلفة إنتاج الأعمال، كما أنه لا وجود لمواعيد أو تواريخ لدفعات الصرف حتى لو تم تسليم العمل كاملا وتم عرضه على شاشات التليفزيون المصرى على الرغم من وجود شروط جزائية على شركات الرسوم فى حالة التأخر فى مواعيد التسليم، ونظرا لعدم وجود قنوات أخرى تشترى تلك الأعمال غير التليفزيون كان أصحاب هذه الأعمال يضطرون إلى قبول هذه الشروط. وأضافت: رغم كل هذه الصعوبات التى تواجهها شركات الرسوم المتحركة المصرية فإنها لم تتوقف لإيمانها بدورها الإعلامى والتربوى تجاه الطفل المصرى حتى بعد زيادة إهمال المسؤولين باتحاد الإذاعة والتليفزيون لأعمال الرسوم المتحركة، فتم اتخاذ قرار بتقليل تنفيذ عدد مسلسلات الرسوم المتحركة إلى أكثر من النصف فى العام الماضى وإهمال صرف الدفعات المالية المستحقة لهذه الشركات والتصرف فى الميزانيات المخصصة لإنتاج هذه الأعمال وتحويلها للصرف على مسلسلات درامية وبرامج، وقد حاولت شركات الرسوم المتحركة المصرية مطالبة المسؤولين بمراعاة ظروفهم والتعامل معهم بشىء من العدل والمنطقية ولكن لم تكن هناك أى استجابة. وأكدت زينب أن هذه الصناعة تواجه هذه الشركات أزمات عديدة بسبب هذه التأخيرات وأهمها عدم الوفاء بمتطلبات وأجور موظفيها الذين يصل مجموعهم فى كل الشركات إلى أكثر من ألف فنان يقومون بإثراء الحياة الفنية المصرية فى هذا المجال ويمثلون قوام صناعة الرسوم المتحركة. المهندس عمر المغازى، منتج مسلسلات رسوم متحركة، أكد أن التليفزيون تخلى عن دوره تجاه مسلسلات الأطفال واتبع سياسة فى الفترة الماضية تعتمد على شراء مباريات ومسلسلات درامية رغم أهمية مسلسلات الأطفال فى تطوير مهارات وعقلية الطفل المصرى، وقال إن شركات الرسوم المتحركة تعانى من الإغلاق بعدما اتخذ التليفزيون قرارا بعدم التعامل مع المنتج المنفذ خاصة أن هذه النوعية من الأعمال لا تلقى قبولا من القنوات الخاصة لأنها لا تجلب إعلانات، ولكن من أهداف التليفزيون تقديم أعمال للأطفال لتطوير مهاراتهم، ولكن للأسف التليفزيون يضع اهتماماته فى أشياء بعيدة تماما عن الهدف الذى أنشئ من أجله. وقال: نجد حاليا مشكلة فى مقابلة المسؤولين داخل التليفزيون خاصة أننا جهزنا عدة مسلسلات تتحدث عن ثورة 25 يناير، ولكن المسؤولين لم يهتموا بل كرسوا كل اهتماماتهم حاليا بمشاكل العاملين داخل التليفزيون. وأضاف: نظرا لأننا ندرك الأزمة المالية التى يعانى منها التليفزيون حاليا فإننا طلبنا من المسؤولين جدولة باقى مستحقات شركات الرسوم المتحركة التى تقدر ب 30 مليون جنيه ولم يرد علينا أحد ولا نعرف حتى الآن متى يتم صرف تلك المستحقات. فى الوقت نفسه رفض سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التعليق على تلك المشكلة.
