لا تريد الخروج من بيتك، حزين، مكتئب، محبط، يائس، لا تقبل الواقع، لا تريد أن تعيشه بل تعاند نفسك وتتوعد بعدم النزول لعملك لمصدر رزقك وتتوعد بأنك لن تشارك برأيك مرة أخرى وتتوعد بأنك لن تسكت عما حدث وقررت تهاجر البلد (برضه) لأن (مافيش فايدة)، أم انشرح قلبك والابتسامة ملأت وجهك وغمرك مزيج من مشاعر الفرح والتفاؤل والحماس والأمان والاطمئنان على حال البلد والشعور بالاستقرار على حد قولك والوهم على حد قولى، فهل تستطيع أن تعرف من أنت، هذا أم ذاك، قلت (لأ) و(توء) و(لع) للتعديلات الدستورية أم قلت (نعم طبعا)، والثقه تملأ قلبك وعقلك؟ سؤال كمان: قرأت دستور 71 كاملا واستوعبته تماما وقرأت المواد المعدلة جيدا قبل وبعد التعديل ثم أدليت برأيك أم لم تفتح الدستور ولم تسأل عما فيه ولم تبذل جهدا لفهمه؟ أم قلت فقط (كفاية بقى البلد حالها واقف عايزين استقرار) أو أخذت كيس السكر وزجاجة الزيت وعلمت بالقلم على الخانة الخضراء المنورة الجاذبة للعين وليست السوداء المثيرة للكآبة، إذن فهل تستنشق نسيم الاستقرار أو تشعر به أو أتاك فى منامك؟ مبروك لكل مواطن مصرى حر قال (نعم للتعديلات الدستورية) و(هارد لاك) لمن قال (لا)، معلش الأغلبية تحكم والأغلبية 77.2 يعنى أكثر من ثلثى من شاركوا قال (نعم)، والثلث الآخر (4 ملايين مواطن) قالوا (لا) منهم كل أقباط مصر الذين يتراوح عددهم بين (4 أو 5 ملايين) غير شباب الثورة الذين كانت تتصل أعدادهم فى ميدان التحرير إلى (5 ملايين). هنيئا لكم يا شعب مصر تطبيق الديمقراطية لأول مرة، الديمقراطية التى تحتوى فى طياتها على حرية الرأى والتعبير المصاحب للفهم الجيد لمن تدلى برأيك به وعدم الانسياق لأى رأى أو جهة أو حزب بل رأيك أنت الرأى الحر. سؤال أخير وجواه طلب: قف أمام المرآة، ابتسم ثم اسأل نفسك، قلت (نعم/لا) ليه؟ فإن ترددت فى الإجابة أو فكرت للحظة فاقرأ كلامى هذا مرة أخرى وإن أجبت على سؤالك بثقة واقتناع فأنت حقا تستحق الديمقراطية والحرية التى منحت لك.