ضريح سليمان شاه.. كبرياء السيادة العثمانية يفر أمام «داعش» (صور وفيديو)

قبل نحو 800 عام، طاردت جحافل المغول سليمان شاه، زعيم قبيلة «قايي»، حتى نهر الفرات بالعراق إلى أن لقي حتفه غرقًا ومعه 2 من جنوده أثناء فرارهم.
وكان سليمان شاه مسؤولًا عن «قايي» وهي إحدى قبائل الأتراك الأوغوز ال24، الذين يعرفون تاريخيًا باسم «التركمان».
وجرى دفن سليمان شاه قرب موطن قبيلته في سوريا، غير أن القبيلة رحلت لاحقا لاستكمال رحلتها إلى تركيا، فيما أسس حفيده عثمان أول شكل من أشكال الدولة في تلك المنطقة لتبسط سيطرتها شيئًا فشيئًا حتى تحولت إلى إمبراطورية عثمانية، وفقًا لما رصده موقع قناة «CNN» الأمريكية.
ويقع ضريح سليمان شاه في جيب اسمه «كابر كالسي» أما تسميته العربية فهي «قلعة جعبر»، وهو يخضع للسيادة التركية رغم أنه يبعد أميالًا عديدة عن حدود أنقرة، وتقترب حدوده من مدينة الرقة، التي يبسط تنظيم «داعش» نفوذه عليها.
وتشير القناة الأمريكية إلى أن الجيب الواقع وسط الصحراء يقطنه عدد من عناصر الجيش التركي، الذين يتولون حراسة الضريح ويرفعون علم بلادهم عليه على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في محافظة ريف حلب وهو مشيد من الحجر الأبيض.
ويعود الاهتمام ببناء الضريح إلى السلطان العثماني، عبدالحميد الثاني، الذي قرر تكريم ذكرى جد الأسرة ورحلته الطويلة، وأصبح مثواه رمزًا قوميًا من الرموز التركية التي اضطر زعيمهم مصطفى كمال أتاتورك إلى الحفاظ عليها بموجب معاهدة مع الفرنسيين، وفقًا للقناة الأمريكية.
وجرى نقل ضريح سليمان شاه من موقعه الأول قرب نهر الفرات إلى مقره الحالي في حلب، عام 1973، حماية له من إغراقه بمياه نهر الفرات مع بناء سد الطبقة.
ويتحدث موقع «France24» عن الأهمية التاريخية للضريح بنقل قول المؤرخ التركي، ألبير أورتايلي: «لا يمكننا ترك ذلك المكان التابع لنا بموجب اتفاقيات دون حماية، بغض النظر عن الكبرياء فإن هذا مهم لذاكرة التاريخ لدينا، وهو مهم للجميع لا للأتراك وحسب»، في إشارة منه لتهديدات داعش، التي استدعت تدخل القوات التركية لإجلاء جنودها، الذين يرابطون داخل الأراضي السورية حماية للموقع، بالإضافة إلى نقل رفات سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، إلى أنقرة.
ويعود تاريخ السيادة التركية على الضريح إلى نص المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بينها وباريس في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا، عام 1921، حيث اتفق الجانبان على أن يبقى الضريح «تحت السيادة التركية ويسهر على حمايته جنود أتراك ويرفع فيه علم تركي»، فيما تشير هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» على موقعها الإلكتروني إلى أن الضريح يحظى بحراسة قوة تتألف من أكثر من 40 جنديَا تركيًا ويتم تغييرهم بانتظام.