إنها الحرية ياله من شعور رائع أن تشعر أنك تحلق في السماء كالطيور مستمتعاً بحريتك محدداً مصيرك بيديك تشعر أنك تملك العالم كله تحت جناحيك ولكن ما أقبح أن تكون طائراً لا تستطيع الطيران فقد كنت محبوساً في قفص لمدة تتجاوز الثلاثون عاماً وتحاول بشتي الطرق أن تخرج إلي حريتك لتحلق في السماوات وها قد حصلت عليها ولكنك بعد أن حصلت عليها لا تستطيع الطيران فأنت لم تستخدم جناحيك مدة ثلاثون عاماً وجاء إليك مدربون طيران من جميع أنواع الطيور ولكن جميعهم !!!! .... الأول يقول لك أطلق جناحيك قبل أن تفعل أي شيئ ثم أبدأ بالطيران .... والأخر يقول لك فلتمشي علي قدميك قليلاً حتي تكون جاهزاً للطيران بعد مسافة قصيرة ... أما الثالث فيريد أن ينقض علي هذا العش علي تلك الشجرة ويريد أن يستخدمك أنت ومن معك ليستطيعوا أن يربحوا المعركة بكم أنها الحيرة " أطلق ... أمشي ... أنقض " ... أخشي في النهاية أن تنسي الطيور طبيعتها وتفضل السير علي قدميها بدلاً من الطيران ملقية بنفسها في أعظم المهالك حيث ستكون فريسة لجميع أنواع الحيوانات والطيور الجارحة ..... أراك يا شعب مصر العظيم تشيه تلك الطيور الجميلة فقد سقينا الذل والحبس ثلاثون عاماً دون توقف حتي نسينا طعم الحرية . أنسيناها بالفعل ؟؟ أم أننا لا نستحقها ؟؟ أم مازلنا لم نعتد عليها ؟؟ أنغير الدستور ؟؟ أنرقع الدستور ؟؟ نشيل شفيق ؟؟ نحط شفيق ؟؟ صح ؟؟ غلط ؟؟ ... هل لو قمنا بعمل دستور جديد ستنهار البلاد ؟؟ ... إذا لماذا لم تنهار لرحيل الطاغية كما كانوا يزعمون ؟؟ ... ولكن لماذا نحتاج في الأساس لتغيير الدستور ولماذا لا نكتفي بالتعديلات أسئلة كثيرة تبعث الحيرة في قلوب المصريين ولكن هذا لا يحزنني فهذا أمر طبيعي وصحي للغاية ولكن إن زاد عن الحد إنقلب للضد وأخشي أن نتنازل في النهاية عن طبيعتنا ونفضل السير علي الأقدام أو يبعثنا أحد هؤلاء المدربين إلي الجحيم بإتباعنا له أو يكون أحدهم يريد تحقيق مصالح شخصية من وراء إتباعنا له .... أرجوكم جميعاً أن تستعملوا عقولكم وتستدعوا طبيعتكم التي خلقكم الله عليها وهي حب الحرية ولا تنساقوا وراء أحد الجماعات أو الفرق دون تفكير لأننا نحدد مستقبلنا ولو أضعناه من بين أيدينا فلن نجد من يرده إلينا مرة أخري سأخلد إلي النوم الأن .... نعم سأخلد إلي النوم الأن بعد أن فكرت جيداً وقررت تاركاً همومي وراء ظهري داعياً المولي عزوجل أن يحقق لنا المراد .. حالماً بأن أراني وإياكم نحلق في السماوات مستمتعين بحريتنا وبطبيعتنا التي خلقنا الله عليها إن كان الواقع القادم غير هذا فلا يوقظني أحدكم وأتركوني أحلم أنني أحلق بين السحاب ... بقلم : محمد مندور 17/3/2011