اهم أسباب النجاح فى الادارة هو اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب. وشباب ثورة 25 يناير حددوا يوما بعينة لبداية الثورة بل وأعلنوا عنه , وبمنتهى الاحترافية حددوا المطالب فى نقاط واضحة للجميع. وتم التنفيذ فى الوقت المحدد و تسارعت الاحداث بسرعة البرق وكانت قرارات الشباب سواء لحظية أو استراتيجية تتخذ فى أوقات عصيبة وتحت ضغط شديد, والمذهل هنا أنها كانت كلها صائبة وفى توقيت مثالى.وأتخذت القرارات بصوره ديموقراطية رغم ضغط الوقت والظروف. حتى قبل نهاية السلطة بيوم واحد, وتردد البعض فى اكمالها , قرر الشباب بالأجماع فى الوقت المناسب أن الثوره مستمره الى أن تنال كل مطالبها. وعلى الجانب الاخر أعطت السلطه نموذج فى الفشل الذريع فى اتخاذ القرارات وفى أوقات متاخرة دائما , وأول القرارات الخاطئة كان قطع وسائل الاتصال من انترنت وتليفون والذى أدى بالطبيعه الى نزول الجميع الى الشارع لمتابعة مايحدث بل والأشتراك فية فعليا, ثم قرار ايضا فاشل بتدخل الشرطة السافر بدلا من امتصاص غضب المتظاهرين سلميا, ثم التأخر حتى فى قراءة وفهم المطالب وتنفيذ حتى ولو القليل منها, وبما أن الصف الثانى فى السلطة السابقة أيضا لم يتعلم التفويض فى اتخاذ القرار قام بعضهم متطوعا لخدمة الرئيس بأرسال الجمال والبلطجيه فى أسوأ توقيت على الأطلاق بعد ساعات قليله من خطاب الرئيس السابق والذى اكتسب بسببه تعاطف الكثير فجاءت النتيجة عكسية تماما وذهب التعاطف ادراج الرياح. وبعد ذلك جاءت الطامه الكبرى بانسحاب الشرطة ليكون اعلان مبكر ضمنى بانتهاء النظام. وحتى بعد رحيل الرئيس السابق لم تكتمل فرحة الشعب بسبب التباطؤ فى التخلص من بعض الرموز القديمة فى الحكومه ممن تحظى بكراهيه شديدة من الجميع بل أن منهم من كان وزيرا بلا وزارة واتخذت قرارات تغييرهم على مرحلتين متباعدتين بصوره غريبة أدت خلال هذا الوقت الى فقدان الثقة التام وبالتالى ارتفاع سقف الطلبات مرة ثانيه وثالثة وأصبح رحيل رئيس الوزراء أمر حتمى. وعلى قدر ما أعطى النظام السابق المثل فى الفشل الذريع , أعطى شباب مصر العالم دروسا ليس فقط فى الارادة والانتماء والتضحية بالغالى والرخيص فى سبيل الحرية , انما أيضا نموذجا فى فن الادارة و كيفية الاجماع على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب وذلك بشهادة العالم أجمع. أحمد عبد المقصود محرم