بالصور.. استغاثة لمحافظ المنوفية: «فساد المحليات» يهدد «شباب جروان»

جروان إحدى قرى مركز الباجور بمحافظة المنوفية يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، وشأنها كباقي المناطق الريفية تعاني من خلل بقطاعات عدة أبرزها الخدمات، منها أنها تملك متنفسا وحيدا لشباب القرية عبارة عن ناد تم إنشاؤه بالجهود الذاتية، وتبرعات الأهالي مطلع العام 1976، يضم ملعب كرة قدم، ومبنى اجتماعيا، آيلا للسقوط، وآخر تم إنشاؤه مؤخرًا.
نادي جروان الرياضي، أحد النوادي النادرة الواقع بالقرية، حيث نادرًا ما تستطيع قرية الحصول على تراخيص إنشاء ناد، والمشهور أن يكون مركزًا للشباب، إلا أنه بفضل مجهودات الأهالي وتبرعاتهم كان لهم ما أرادوا، وتوالت إسهامات تلك البقعة بكل محدودية إمكانياتها في تخريج العديد من الرياضيين وتصديرهم للأندية، آخرهم رشاد فاروق، كابتن الفريق الأول لكرة القدم بنادي الداخلية، وضياء معوض، لاعب نادي تليفونات بني سويف، وربما مارس عليه كمال الجنزوري، رئيس الوزراء الأسبق، أحد أبناء القرية، هواياته الرياضية يومًا ما.
الملعب الوحيد لقرية يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، بات الآن مهددًا بالاختفاء، والتدمير، بعدما فوجئ مجلس إدارة النادي برفض الإدارة الهندسية بالمحافظة الموافقة على تجديد سور النادي خلال عملية إعادة «تنجيل الملعب»، رغم صدور قرار بالموافقة من وزارة الشباب والرياضة، واعتماد مبلغ 120 ألف جنيه للتنفيذ، وطرح مناقصة وإرسائها على أحد المقاولين، بحسب المستندات، التي حصلت عليها «المصري اليوم».
المفاجأة، التي فجرتها الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية بمركز ومدينة الباجور، في خطابها الموجه إلى إدارة التخطيط العمراني بالمحافظة، معللة سبب رفض إصدار تراخيص هدم وإعادة بناء السور الآيل للسقوط، مفادها أن المعاينة أوضحت وجود وصلة شارع تخترق أرض ملعب النادي من الجهة البحرية الشرقية، طبقا لما هو موجود بالمخطط التفصيلي لقرية جروان، طالبة عرض الموضوع على اللجنة العليا للتخطيط العمراني بالمحافظة لإبداء الرأي في الموضوع. تفاصيل الأزمة يرويها ل«المصري اليوم»، هاني مصطفى حفني، نائب رئيس مجلس إدارة نادي جروان، قائلا إن «الأجهزة المحلية بمركز الباجور وإدارة التخطيط العمراني بالمحافظة يتعنتون بشكل كبير في إنهاء تراخيص تجديد سور النادي، رغم وجود موافقة من وزارة الشباب والرياضة واعتماد المبلغ بحجة واهية وهي أن خرائط تخطيط القرية توضح وجود صلة شارع بالملعب، وهو ما يتنافى مع الواقع حيث إن ملعب النادي ومنذ إنشائه في 1976، يحيطه سور من جميع الأطراف، وهو ما أثبتته المعاينة، والأمر لا يتعدى أن يتفضل مسؤول بالتوقيع على تعديل مخطط القرية، حيث إن أي إجراء غير ذلك معناه القضاء على الملعب الوحيد بالقرية، والحل هو تدخل محافظ المنوفية والموافقة على ترخيص البناء».
وأضاف حفني أن «مجلس الإدارة خاطب المجلس المحلي للمركز والقرية، ومحافظ المنوفية، ومديرية الشباب والرياضة بالمحافظة دون جدوى، وهو ما يعطل أعمال تجديد أرضية الملعب بعدما تم اعتماد الميزانية الخاصة بها».
ويوضح وجدي جلال حسان، عضو مجلس الإدارة، أن «أزمة سور النادي بدأت، إبريل الماضي، بعد الحصول على اعتماد ببناء سور جديد، وتمت مخاطبة الوحدة المحلية بجروان بالموافقة على استخراج الترخيص اللازم، حيث إنها الجهة المنوط بها ذلك الإجراء، وذلك في 7 يوليو 2014، بعدها تمت مخاطبة مديرية الشباب والرياضة، لتكليف مندوب الإنشاءات لتسليم الموقع للمقاول، الذي رست عليه عملية إنشاء سور النادي، إلا أننا فوجئنا بعدها بموقف إدارة التخطيط العمراني برفض إصدار ترخيص البناء بحجة وجود وصلة شارع تخترق أرض ملعب النادي من الجهة البحرية الشرقية، وهو ما يستحيل وجوده على أرض الواقع، وعلى ما يبدو أن آخر تحديث للخرائط كان قبل إنشاء النادي».
واتهم حسان مسؤولين بالوحدة المحلية بمركز ومدينة الباجور، نتحفظ على ذكر أسمائهم، ب«مساومة مجلس إدارة النادي، لإنهاء الإجراءات»، مؤكدا أنه تقدم بشكوى لرئيس الوحدة المحلية «دون جدوى».
وأضاف أن «مجلس إدارة النادي تقدم بشكوى إلى محافظ المنوفية بتفاصيل الأزمة، لكن مكتب الشكاوى بالمحافظة أحالها لإدارة التخطيط العمراني برقم صادر 3405، لكن لم يحدث أي تطور، ومازالت أعمال تجديد ملعب النادي والتي تم اعتماد حوالي 750 ألف جنيه لها، متوقفة جراء تعنت مسؤولي الإدارة الهندسية، والوحدة المحلية بمركز ومدينة الباجور».
ومضى عضو مجلس الإدارة في سرد أزمة أخرى تواجه النادي وهي «إزالة المبنى الإداري القديم للنادي، حيث إنه آيل للسقوط، وصادر له قرار إزالة برقم 18 لسنة 2013، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن بسبب الروتين والبيروقراطية، حيث تطلب الأمر عمل لجنة لحصر الثوابت، التي أنهت عملها في 18 سبتمبر 2014، ومازلنا ننتظر تشكيل لجنة لتثمين قيمة الثوابت حتى يتسنى لنا البدء في إجراءات الإزالة». وأوضح أن «مجلس الإدارة برئاسة ياسر الشال، توجه لمجلس مدينة الباجور، بأكثر من طلب لعمل تثمين للأصناف الموجودة بمحضر الثوابت، إلا أنه لم تتم الاستجابة للطلبات بحجة عدم الاختصاص، بعدها قمنا بمخاطبة وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمنوفية، لعمل لجنة تثمين ولم نحصل إلى الآن على رد». ووجه مجلس إدارة نادي جروان الرياضي استغاثة لمحافظ المنوفية أحمد شيرين فوزي، بالتدخل وإنقاذ النادي وملعبه من بيروقراطية المجلس المحلي، والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وما سماه «فساد المحليات»، وسرعة إصدار تصريح لبناء سور النادي، وإنهاء إجراءات إزالة المبنى الآيل للسقوط.