«على رأي الكابتن لطيف»... أشهر من ساروا على دربه

خلف منضدة خشبية فقيرة وشمسية بحر يجلس وسط آلاف المشجعين، تتداخل أصواتهم في الميكرفون المعدني العتيق معًا، يسألونه ويرد عليهم، يرن صوته في آذان الملايين عبر التلفزيون المصري أو من خلال الإذاعة معلنا «جووووووون»، يختفي صوته وسط فرحة الجماهير حوله.
مشهد متكرر عبر الإذاعة منذ 1948، بداية عمله بالتعليق على مباريات كرة القدم، ومرورا بانتقاله للتلفزيون منذ إنشاءه عام 1960.
«شيخ المعلقين» الذي تربع على عرش المعلقين الرياضيين على المستويين المحلي والعربي لمدة تزيد على ربع قرن، لا تكاد ينسى معلقي مصر حتى الآن أثناء تعليقهم على مباراة في كرة القدم من جملة «على رأي الكابتن لطيف» في إشارة إلى أشهر الجمل التي كان يستخدمها والتي مازالت صالحه للاستخدام رغم تطور الكرة وتقنيات التعليق نفسها.
من كابينة مغلقة بالمعلب أو غرفة مجهزة بأحدث أجهزة الصوت والصورة يجلس المعلق الرياضي اليوم، وبعد أكثر من 24 عام على وفاة الكابتن لطيف يردد نفس جمله الشهيرة، حين يعجز الفريقان عن إحرار أهداف فيردد المعلق« إحنا مش مستمتعين بالماتش لأنه على رأى الكابتن لطيف الكورة أجوان»، يتفوق فريق على آخر دون القدرة على إحراز أهداف يقول المعلق «على رأى الكابتن لطيف.. الجايات أكثر من الرايحات»، ويحذر المعلق من مرور الوقت واقتراب المباراة على نهايتها دون إحراز أهداف، يؤكد المعلق «على رأى الكابتن لطيف.. الجون بييجى في ثانية»، حتى عندما تسمع معلق يشكر مسؤولي الأمن أو المحافظ على تنظيم المباراة، كانت هذه واحدة من عادات الكابتن لطيف، ففي بطوله الأمم الأفريقية التي أقيمت في ساحل العاج 1984، التي فازت بها الكاميرون ووصل فيها منتحب مصر إلى الدور ربع النهائي اختتم الكابتن لطيف تعليقة في أحد المباريات قائلا: «نشكر مسؤولي الامن ومحافظ أبيدجان علي التنظيم».
لم يفلت من تكرار الجمل ومحاولة تقليد الكابتن لطيف سوى قليل من المعلقين الذين فرضوا أسلوبهم وتعليقاتهم بجمل مميزة على مباريات كرة القدم، وهو ما سنلقي عليهم الضوء في التقرير التالي:
محمود بكر ... مع إحترامي يعني!!
يرتبط الكابتن محمود بكر لدى جمهور الكرة بكأس العالم عام 1990 و«عدالة السماء التي هبطت على استاد باليرمو» بعد ركلة الجزاء التي تسببت في تعادل منتخب مصر مع منتخب هولندا، إلا أن «الكابتن بكر» أهم ما يميزه هو سرعة البديهة في الربط بين الأحداث السياسية والكروية معاً مثل «اللاين مان عادل حشيش ... فينك ياراجل دي مصر كلها بتدور عليك».
الحس الساخر لدى الكابتن بكر هو ما يجعله يربط دائما بين التعليق والسخرية مثل قوله «قليل البخت يلاقي الكرشة في العارضة» في إشارة منه للمثل المصري الشهير، تلك السخرية من اللاعبين عند الكابتن بكر جعلته يكرر جملة «مع احترامي يعني» بكثرة ومنها ما قاله على اللاعب أسامه حسني لاعب الأهلي السابق، «وعم أسامة حسنى مش قادر يجرى، يا راجل مشوفتش ميسي و هو مجرجر وراه تلاتة كأنه واخد منهم محفظة هاهاهاها . . ده الفرق بقا بين الملايين و الملاليم مع احترامى يعنى !!!»، وفي تعليقه على لاعب الزمالك عبدالله سيسه قال: «حلاقة عبد الله سيسيه جميلة جميلة جميلة . . .اسمها شارع الضباب باين»، وما وصف به لاعب المقاولون السابق موسى كبيروه «موسي كابيرو ، صاغيرو جدا فى مهاراته مع إحترامي يعني !».
يستغل الكابتن بكر تعليقه على مباريات كرة القدم دائما في الحديث عن مشاكل محافظة الإسكندرية مقر إقامته، فالمتابع للكابتن بكر دائما ما سيعلم عن مشاكل المطبات في الإسكندرية، وطول فترة ترميم محطة قطار سيدي جابر، ومناشداته المستمره لمحافظ الإسكندرية لحل مشاكل المحافظة .
ميمي الشربيني ... أشغال كروية شاقة !
«90 دقيقة أشغال كروية شاقة»، جملة البداية دائما عند الكابتن ميمي الشربيني في تعليقه على المباريات الصعبة والتي لابديل فيها عن الفوز للمنتخب الوطني أول الأندية التي تمثل مصر في البطولات القارية.
يتمير الكابتن ميمي بقدرته على عرض أكبر كم من المعلومات حول المباراة والفريقين واللاعبين أثناء تعليقه على المباريات حتى وإن كان لا علاقة لها بالمباراة، ففي نهائي كأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 1984، بين الأهلي وكانون ياوندي الكاميروني، وبعد أن أحرز مجدي عبد الغني هدفا للأهلي اندفع «الشربيني» قائلا: «مجدي عبد الغني، 26 سنة، ليسانس أداب، وعازب».
لاعب الأهلي سابقا لأكثر من 14 عاماً في الخمسينات والستينات، تميز بقاموس من المصطلحات الخاصة به في تعليقه على المباريات منها مايصف به حارس المرمى عند إنقاذ هدف محقق«ارتداء قفاز الإجادة»، أو وصفه للاعب يمتلك مهارات كبيرة «أمير الموهبين».
«مواليد منطقة الجزاء» هو الوصف الأكثردقه عند الكابتن ميمي عند الحديث عن اللاعبين الهدافيين في فرقهم، حتى المدربين لم ينساهم قاموس الكابتن ميمي، فالمدرب الجديد في كرة القدم عنده هو «مدرب من أصحاب الكرافاتات الشيك».
حمادة إمام... ومين يقابل
يرتبط تاريخ عائلة «إمام» بتاريخ الزمالك، فالأب هو الكابتن يحيى الحرية، إمام حارس مرمي الزمالك ومنتخب مصر في كأس العالم في الثلاثينات والحفيد هو اللاعب حازم إمام لاعب الزمالك وعضو مجلس إدارته السابق، والإبن هو لاعب النادي السابق والمعلق الرياضي الشهير حمادة إمام.
يضفي «الكابتن حمادة» حماساً كبيراً على المباريات حتى وإن كانت أحداث المباراة عكس ذلك، يرتبط نجم الزمالك السابق بعدد من الجمل الخاصة به في مباراته ، ومن أشهرها «وهوبااااااااا» و «مين يقابل» «اوعى القادمون من الخلف».
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن