كانت ظاهرة «سيلفي الحج» هذا العام من أكثر الظواهر رواجاً وانتشاراً على شبكات التواصل الإجتماعي. ومن بين «سيلفي الطواف» و«سيلفي الجمرات» و«سيلفي عرفة» كان الجدل ثائراً حول إباحة أو تحريم هذا السلوك. وعبر كثير من الشيوخ عن استيائهم وعدم رضاهم عن التقاط كثير من الحجيج صور لشخصهم أثناء تأدية مناسك الحج ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرين أن الانشغال بالتقاط الصور الشخصية قد يلهي الحجاج عن أداء مناسك الحج ويفقدهم الإحساس بالروحنيات التي يشعر بها كل من يزور بيت الله لأداء الفريضة، بينما اعتبر الأخرون أن التقاط الصور خلال شعائر الحج تأريخ لعمل نادر. و بغض النظر إن كانت هذه الظاهرة ستتزايد في الأعوام المقبلة أم ستقوم السلطات السعودية بمنعها، إلا وقد يكون لها بعض الإيجابيات التي تستحق الوقوف عندها: أولاً: تداول صور السيلفي بين الحجاج هذا العام والتي ستتضاعف في الأعوام القادمة سيجعل فريضة «الحج» التي يقوم بها أكثر من مليوني فرد كل عام من أكثر المناسبات الدينية توثيقاً في العالم، بالإضافة إلى توثيق أماكن رمزية تؤرخ التاريخ وشعائر فريضة الحج لأكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم. ثاتياً: إنتشار الصور على مواقع التواصل الإجتماعي أجبرت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية على تغطية مناسبة الحج وربما الرغبة في فهم الدين الإسلامي. فتغطية شعائر الحج من طواف الكعبة والوقوف على جبل عرفة ورمي الجمرات وشعائر مني وشرح مدلولتها التاريخية والدينية سيكون أداة لفهم الدين الإسلامي وأصوله وتصحيح التفسيرات الخاطئة التي تعكس صورة سلبية عنه. ثالثاً: صور الحجيج وهم يأتون كل عام من شتي بقاع الأرض (الدول العربية والشرق الأوسط، وأسيا وشرق وأوروبا وغيرها) لتلبية ما أمر الله به، أفضل ألف مرة من صور داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تنتسب إلى الإسلام وترتكب جرائم غير إنسانية تحت شعار الدين الإسلامي. فشعائر الحج وروحانياته تؤكد أن الدين الإسلامي دين الحب والسلام وإحترام الأخر. رابعاً: تترك هذه الصور أثر طيب في محيط عائلات الحجيج وأصدقائهم وتوصيل رسائل السلام والسكينة بكل لغات العالم. ربما جاءت ظاهرة السيلفي خلال تأدية مناسك الحج لتوثيق التجربة الشخصية بشكل عفوي وطلقائي، ولكنها جاءت في وقت نحتاج فيه إلى الترويج الإيجابي للدين الإسلامي الذي يتم محاربته والهجوم عليه من جهات كثيره لعدم وجود مجهودات تبذل لتحسين صورته السلبية خاصاً عند الغرب. فهذه التغطية الإنسانية الرائعة تتطلب مشروع ذاكرة الحجيج الذي يخزن وينشر صور الحجاج لهذا العام والأعوام التالية. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة