حزبيون ودبلوماسيون يهاجمون «نيويورك تايمز» بعد افتتاحيتها

انتقد عدد من قادة الأحزاب والشخصيات الدبلوماسية افتتاحية الجريدة الأوسع انتشارا فى الولايات المتحدة «نيويورك تايمز»، أمس الأول، والتى تحدثت فيها عن مصر تحت عنوان: «كبح جماح المساعدات العسكرية لمصر»، وقالوا إن مقالة الصحيفة مدفوعة الأجر، وتتضمن كلاما هزلا لا يحق الالتفات إليه من الشعب، وطالبوا وزارة الخارجية ووسائل الإعلام بالتصدى لمثل هذه «الادعاءات».
وقال الدكتور مصطفى الفقى، الكاتب والمفكر السياسى والدبلوماسى السابق، إن المقال نغمة أصبحت معتادة من بعض الدوائر الأمريكية المتأثرة بالعقل اليهودى الذى يسيطر هناك.
وأضاف الفقى، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن كل ما جاء فى الافتتاحية غير صحيح، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى تم انتخابه بشعبية كبيرة، ودون أى تدخل من الدولة.
وتابع: «إن الصحيفة بهذه الافتتاحية كشفت عن علاقاتها الخاصة مع جماعة الإخوان المسلمين، ولو كان ما جاء فى الصحيفة صحيحا، فكيف تمكن السيسى من جمع 64 مليار جنيه من أجل مشروع قناة السويس الجديدة فى عشرة أيام؟!». واعتبر الفقى أن المقالة لن تكون محور تأثير كبير على العلاقات المصرية الأمريكية.
ونوه الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، بأن الجزء الأول من الافتتاحية يتحدث عن أن ما حدث فى مصر انقلاب، دون أن يتحدث عن التواجد الشعبى الجارف والجبار الذى استدعى نزول الجيش.
وأضاف أبوالغار، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الصحيفة تتحدث عن أن ما تم جعل جماعة الإخوان تتحول إلى جماعة إرهابية، فى حين أن «الإخوان» جماعة إرهابية منذ البداية. وتابع: «الرئيس السيسى لم يأت من خلال انتخابات مزورة، وإنما جاء من خلال انتخابات حقيقية أشرف عليها جميع العالم، وأشاد بها الاتحاد الأوروبى فى تقريره عن انتخابات مصر».
أما عن كون مصر حليفا لأمريكا، فقال أبوالغار: «بالطبع مصر حليف لأمريكا منذ عقود، ولكننا الآن نتمتع باستقلالية فى الرأى، وهذا لا يضر بالتحالف».
وأشار أبوالغار إلى أن الخطورة فى هذه الافتتاحية تكمن فى أنها ليست مجرد رأى لشخص، وإنما هى عبارة عن رأى مجلس تحرير الصحيفة، إضافة إلى أن أى رئيس أمريكى «يرتعب» من ال«نيويورك تايمز» ويخشاها.
وأوضح رئيس حزب المصرى الديمقراطى أن أمريكا كان لديها مخطط لصعود تيار الإسلام السياسى للحكم للسيطرة على الأوضاع فى المنطقة، على أن يريحها من جميع التنظيمات الإرهابية، إلا أن هذا المخطط سقط مع قيام ثورة 30 يونيو، كما أن الافتتاحية توضح حجم النفوذ الإخوانى هناك، والذى استطاعت الجماعة إنشاءه من خلال «لوبى غير إخوانى» يؤمن بقضيتهم، وهو ما يجب محاربته ووقفه، على حد قوله.
وقال المستشار بهاء أبوشقة، سكرتير عام حزب الوفد، إن الافتتاحية حديث هزل يجب عدم الالتفات إليه، مشيرا إلى أن هناك مجافاة للحقيقة، وأن الصحيفة «فى واد والواقع فى واد آخر»، ولا يصح الالتفات إليها، لأنها مدفوعة الأجر، وأن وزارة الخارجية ووسائل الإعلام المختلفة عليها أن تتصدى بالرد على المغالطات التى ذكرتها الصحيفة بالأدلة القاطعة، ومنها أن جميع الانتخابات تمت فى مصر بنزاهة وحرية ومراقبة دولية.
وأضاف أبوشقة أنه لا يعتقد أن يكون لهذه الافتتاحية أى تأثير على العلاقات الدولية التى يحكمها العديد من الاعتبارات الأخرى.
ووصف نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، الافتتاحية ب«الخطيرة»، وتدل على أن الآراء التى نشرت فى مصر ومفادها أن واشنطن غيرت مواقفها من القاهرة آراء ساذجة، لأنه لم يحدث أى تغيير، وأن أمريكا تتبنى مواقف جماعة الإخوان.
وقال زكى إن المشكلة تكمن فى أن أمريكا تأكدت أن القرار المصرى أصبح مستقلا تماما، وبالتالى هى لن تغفر لمصر هذا الاستقلال والانتقال إلى حرية الرأى.
وأوضح المتحدث باسم حزب التجمع أن الافتتاحية تعكس وجود خلافات شديدة داخل الإدارة الأمريكية سواء «البنتاجون، أو الخارجية، أو المخابرات، أو الكونجرس»، فكل منها له رأيه الخاص تجاه ما يحدث فى مصر.
ولفت زكى إلى أن مصر لا تبادر بطلب قطع المعونة عنها، ولكن إذا قدم مشروع للكونجرس بهذا الشأن يجب أن تتقدم مصر بطلب لقطع المعونة من باب حفظ الكرامة، ثم إن المعونة العسكرية هى معونة درجة ثالثة، وما يذهب لإسرائيل هو الدرجة الأولى والأسلحة التى تأتى إلى مصر ما هى إلا أسلحة دفاعية وليست هجومية، حتى تضمن أمريكا حفظ أمن وسلامة إسرائيل.
كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت، فى افتتاحية عددها الصادر، أمس الأول، مقالا عن مصر، ودعت فيها الولايات المتحدة إلى تحرير قادة مصر من الوهم الذى يعيشون فيه، (حسب قولها)، بشأن المساعدات العسكرية التى تحصل عليها مصر.
وقالت الصحيفة إن قادة مصر يعتقدون أن المساعدات العسكرية التى يحصلون عليها كل عام، والتى تقدر ب1.3 مليار دولار سنويا، حق لهم إلى الأبد مقابل توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) عام 1979.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة