ولد محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني، في 1880، ونشأ كواحد من أفراد الصفوة الإيرانية، وبدأ مسيرته السياسية وهو في الرابعة والعشرين حين انتخب نائبا عن أصفهان في البرلمان عام 1906، بعدها سافر إلى فرنسا للدراسة ثم إلى سويسرا لنيل الدكتوراه في القانون الدولي ليشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في 1921، ثم وزير الخارجية في 1923 ثم أعيد انتخابه نائبا في البرلمان. وتوج نضوجه السياسي بقيادة الجبهة الوطنية التي أسسها مع آخرين وكان من أهدافها تأميم النفط الإيراني وتحديدا شركة النفط الأنجلو إيرانية، كما ظهرت ميوله المعادية للعسكر، وأجبره الشاه على اعتزال الحياة السياسية في 1941 ثم عاد مجددا في 1944 عندما انتخب في البرلمان فعارض منح ترخيص العمل في حقول النفط للاتحاد السوفيتي وإنجلترا وأسس لاتجاه سياسى قوى يضغط بقوة في اتجاه تأميم شركات النفط. وفي 1951 أجاز البرلمان الإيراني تأميم النفط، فزادت قوة مصدق وشعبيته فاضطر الشاه لتعيينه رئيسا للوزراء، وبعد يومين فقط من تسلمه منصبه، قام بتأميم النفط الإيرانى، وكانت إصلاحات مصدق الديمقراطية والاشتراكية تضرب الحكم الشمولى للشاه، كما مثل تأميمه للنفط الإيراني ضربة كبيرة لمصالح إنجلترا وواشنطن، فضلاً عن خطته للإصلاح الزراعى وتحديد الملكية الزراعية التي جلبت عليه عداوة الإقطاعيين. وقد فرضت بريطانيا وأمريكا حصارا دوليا على النفط الإيرانى مما أثر بالسلب على المستوى المعيشى للإيرانيين،واستمراراً لمسيرة الصراع على تطوير الحكومة بينه وبين الشاه، وقام الشاه بإقالته من منصبه في 1953 فخرجت الجماهير المؤيدة لمصدق إلى الشوارع «زي النهاردة» في 16 أغسطس1953 فيما يمثل ثورة مدنية حقيقية تدافع عن مصدق بقوة وتعارض الشاه الذي هرب إلى إيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع قرارين، الأول يعزل مصدق والثانى يعين الجنرال فضل الله زاهدى محله. وقام «زاهدي» في 19 أغسطس 1953 بقصف منزل مصدق، فيما قام كرميت روزفلت ضابط المخابرات الأمريكي والقائد الفعلى للانقلاب المضاد (عملية أجاكس) بإخراج تظاهرات معادية لمصدق بثتها وسائل الإعلام الإيرانية والدولية وعاد الشاه وحوكم مصدق، وحُكمَ عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن الانفرادى لثلاث سنوات ووضعه رهن الإقامة الجبرية بقية حياته في قرية أحمد أباد، إلى أن توفي في 1967. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة