إحالة المتهم بتعذيب «أيتام مكة» إلى المحاكمة

أمر المستشار محمد شقير، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة بالإنابة، بإحالة المتهم أسامة عثمان، صاحب دار أيتام مكة المكرمة الخيرية، المشهرة برقم 2760 تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، إلى محكمة جنح الطالبية، في قضية اتهامه بالتعدى على 7 أطفال بدار الأيتام بالضرب وتعريضه حياتهم للخطر عن طريق تعذيبهم، كما حددت المحكمة أولى جلسات محاكمة المتهم، بداية الأسبوع المقبل.
وتبين من خلال مذكرة الإحالة التي أعدها المستشار أسامة حنفى، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، أن تقرير الأدلة الجنائية الذي ورد إلى النيابة، مساء أمس، طابق صور المتهم أسامة مع لقطات الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على الإنترنت.
كما تبين عند مطابقة الأطفال السبعة المعرضين للتعذيب على يد المتهم أن صورهم لذات الأشخاص، وأمرت النيابة بالتحقيق في جريمة تعدى المتهم خلال الآونة الأخيرة على باقية الأطفال المتواجدين بالدار وعددهم 12 طفلاً، حيث تقدمت زوجة المتهم، وتدعى إلهام عيد، صاحب البلاغ ضده، ب4 فيديوهات جديدة إلى النيابة، أمرت بإرسالها إلى رجال المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وحضر المتهم صاحب دار الأيتام إلى سراى النيابة، الأربعاء، وسط حراسة أمنية مشددة، وأمرت النيابة بحضور 6 أطفال تبين إصاباتهم بخدوش وجروح بسيطة بأنحاء متفرقة من الجسد، واتضح أن 4 منهم: هنادى كمال، 7 سنوات، وداليا ماهر، 8 سنوات، ودينا محمد، 9 سنوات، وأمل عادل، 10 سنوات، وجرت إصاباتهم وفقًا لتقرير الطب الشرعى منذ قرابة العام وأربعة أشهر، وهو ما يؤكد أن إصاباتهم تزامنت مع التقاط زوجة المتهم «إلهام» لقطات الفيديو المتداولة على الإنترنت، بينما تبين من خلال تقرير الطب الشرعى أن طفلين هما: هدى عاشور، 8 سنوات، وهيثم السيد، 8 سنوات مصابان بجروح مدتها لا تتجاوز أسبوع أو أسبوعين، وهو ما تطابق أيضًا مع أقوال أطفال دار الأيتام بأنهم تعرضوا للإيذاء البدنى والتعذيب يوم الجمعة الماضى، الموافق 1 أغسطس.
وواجهت النيابة المتهم بأقوال 6 أطفال الذين أكدوا أن المتهم كان يضربهم كل يوم بسبب فتحهم التليفزيون.
واعترف المتهم بأنه اعتدى على الأطفال كثيرًا، «لإنهم مش بيسمعوا الكلام»، كما أنه كان يخشى عليهم من الكهرباء، ويمكن أن يصاب أحدهم بصعقة تودى بحياته، لكن النيابة واجهته أيضًا بأنه ركب كاميرات مراقبة بأروقة دار الأيتام المكونة من صالة كبيرة و3 حجرات، لمشاهدة سلوك الأطفال، ومعاقبته لهم حال فعلهم شيئا دون إذن منه، مثلما فعل مع الطفل «ياسر»، لإعطاء متبرع للأخير زجاجة عطر قبل حلول عيد الفطر المبارك، دون أن يعلم الطفل صاحب الدار بها، وما كان منه سوى الاعتداء عليه يوم الجمعة الماضى، الموافق 1 أغسطس، بالضرب.
كما واجهت النيابة المتهم، صاحب دار الأيتام، بتفريغ هارد ديسك خاص بكاميرات المراقبة، والذى كان يحوى 14 جيجا، لمخالفات إدارية وضرب الأطفال، فأقر بصحة الواقعة، وبأنه كان يراقب سلوك الصغار من خلال الكاميرات حال غيابه عن الدار، كما شهد شقيق المتهم خلال تحقيقات النيابة بأن أخاه المتهم يأكل مالاً حراماً، لتحصله على أموال المتبرعين لإنفاقها على نزواته الخاصة.
وأكدت التحقيقات أن التحريات التي وردت إلى النيابة لم تدين منى محمد، مدير دار الأيتام محل التحقيق، التي تم إخلاء سبيلها بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه، كما لم تدن زوجة المتهم إلهام عيد.
وقال مصدر قضائي إن تهمة التستر على المتهم وقعت عن مدير الدار وزوجة المتهم، لعدم وجود دليل كاف ضدهما، حيث أشارت التحقيقات إلى أن منى تسلمت عملها منذ عام قبل واقعة الاعتداء على 7 أطفال، بينما زوجة المتهم أبلغت وزارة التضامن الاجتماعى بجرائم المتهم، لكن لم يتحرك المسؤولون، حينئذ، للتحقيق في وقائع ضرب وتعذيب صغار السن.
ورفضت النيابة طلب محامي المتهم، ويدعى عاطف الهواري، بإخلاء سبيل موكله وعدم خشية جهات التحقيق من هروبه، لعلمهم بجهة سكنه، وجهة عملة معروفة.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة