حال الدخول إلى مستشفى الواحات فى السابعة صباحا، لم يكن هناك أى من أبواب المستشفى مفتوح، دخلنا ولم يعترضنا أحد، ولم يكن هناك سوى فرد من مكتب المخابرات، بدا عليه الحزن والغضب، مؤكدا أن المصابين الخمسة موجودون فى المستشفى، مشيرا إلى عدم وجود أطباء. وظهر فيما بعد أحد أفراد أمن المستشفى، واعترض بشأن دخولنا، وطالبنا بالحصول على إذن من مكتب مخابرات حرس الحدود. توجهنا إلى مقر المخابرات، المسيطرة عليه حالة من الاستنفار، بدت من خلال مسح سيارات عسكرية مكشوفة للشوارع، مُسلحة بأسلحة ثقيلة. سألنا أحد الجنود عن كيفية الدخول إلى مدير المكتب، فقال إنه غير موجود، وسألنا عن حالة الاستنفار فقال: «إحنا كده على طول دا اللى ماتوا دول زمايلنا». عدنا من جديد إلى المستشفى 12 ظهرا، والتقينا مدير المستشفى، الدكتور محمد عبدالسلام، وأكد أن الحالات الخمس مستقرة، والإصابات ما بين كدمات وجروح وحروق، وأنه ينتظر تعليمات لنقلهم، وأن الغرض من وجودهم فى المستشفى استكمال العلاج وإعداد التقارير الطبية، وأنه فى أى وقت سيتم نقلهم، حسب التعليمات. ورفض أمين الشرطة المكلف بحراسة المصابين الدخول الى الجرحى دون إذن مسبق من مأمور المركز. وقال مصدر بالمستشفى إن الرائد المصاب عندما روى ما حدث، قال إنه بعد الانفجار لم يشعر بنفسه إلا وهو فى المستشفى على السرير، مشيرا إلى أن إصابته جرح بالظهر وحروق بسيطة فى يده، وأنه عند حضور المصابين وصلوا فى الرابعة عصرا، فى سيارات عادية، ووصل الرائد المصاب، ثم الملازم أول، ثم الجنود الثلاثة. وقال مدير المستشفى: «لدينا جميع الإمكانيات ولا ينقصنا شىء، ولدينا نحو 30 طبيبا، ونحتاج تدعيمهم بطاقم آخر»، فيما اشتكى الأهالى من سوء الخدمة فى المستشفى وقلة عدد الأطباء، وأنهم لا يجدون من يعالجهم. وقال شعبان سنوسى: «حضرت مع زوجتى المريضة ولا يوجد أطباء»، وأضاف آخر، رفض ذكر اسمه: «المستشفى مش شغال خالص، لا يوجد به أطباء، ولا عناية بالمرضى، وكل الأجهزة موجودة بس مفيش شغل ولا رعاية».