لماذا يجب على الألمان أن يشكروا بيب جوارديولا؟

لم يكن موسم الأسباني بيب جوارديولا رفقة بايرن ميونيخ ناجحاً بصورةٍ كاملة، نظراً لأنه امتلك فريقاً فائزاً بالثلاثية وخرج معه بنتيجة كارثية في الدور قبل النهائي من دوري الأبطال أمام ريال مدريد 5-0 في مجموعِ اللقائين.
نال «بيب» الكثير من الهجوم والاعتراض ومناقشة فلسفته في اللعب ومدى مناسبتها لصورة الألمان عن الكرة التي يقدمونها؟ وإلى أي مدى ستجعل «بايرن» مملاً؟ حتى أن القيصر «بيكنباور» قال أن «الأسباني سيجعل من المانشيفت فريقاً لا يُشاهَد».
لم تتوقف النقاشات والانتقادات طوال الموسم، ولكن بالأمسِ فقط، وفي مباراة ألمانيا ضد البرتغال، والتي اكتسح فيها الألمان خصمهم 4-0، بدا، وفي ثلاثة تفاصيل كبرى، أثر بيب جواردويلا في كرة القدم بشكلٍ عام، وفي الماكينات، التي لم تعد مجرد ماكينات، بشكلٍ خاص:
1- لام في وسط الملعب: قدم فيليب لام قائد المنتخب الألماني مباراة رائعة جداً في منتصف الملعب، ولولا بعض الرعونة لمسعود أوزيل وماريو جوتزه في بعض الكرات لخرج ب2 أسيست على الأقل.
«لام» هو اكتشاف «بيب» الخاص، نقله من ظهيرٍ مثالي للاعب وسط ملعب ذو فكر مُختلف ويستطيع منح فريقه أو منتخبه حلولاً استثنائية، ولا توجد في بدائل واخيم لوف، خصوصاً مع الإصابات التي ضربت الفريق، أي خيار للعبِ الدور الممتاز الذي قام به «لام».
2- المُهاجم الوَهمي: صحيح أن «ميسي» لم يكن موجوداً مع «جوارديولا» في «بايرن» ليطبق فكرته الخاصة بالمهاجم الوهمي بتلك الصورة المثالية التي تحققت فيها مع برشلونة خلال 4 سنوات ذهبية، ولكنه مع ذلك طوَّر كثيراً في العقلية التكتيكية لبقية المدربين، وجعل من المعتاد اللعب دون مهاجم ومقاسمة المهمة بين أكثر من لاعب.
من الصعب إدعاء أن «جوارديولا» طوَّر مستوى توماس مولر أو ماريو جوتزه لأنهم لاعبين كبيرين قبل قدومه، ولكن من المؤكد أن تشرَّب الجميع، لاعبين ومُدربين، لفلسفته كان هو السبب في وضع ميروسلاف كلوزه على مقاعد البدلاء واللعب ب«أوزيل، جوتزه»، وتبادل أدوارهم مع «مولر» في عُمق الملعب كمهاجمين وهميين، والنتيجة؟ ضربة جزاء يكسبها «جوتزه».. انفرادين يضيعهما «أوزيل».. وهاتريك تاريخي ل«مولر».
3- نوير الذي لا يخطئ التمرير: في كلاسيكو شهير بين ريال مدريد وبرشلونة أخطأ «فالديز» في تمرير الكرة وأعطاها لكريم بنزيمة، مما منح المدريديين تقدماً مبكراً جداً في دقائق المباراة الأولى، وبعد اللقاء، الذي انتهى بفوزِ «البرسا»، خرج «جوارديولا» يحيي «فالديز» لأنه فضَّل التمرير ولم يُشتت الكرة.
بعد 3 سنوات، وفي مباراة شتوتجارت بالدوري الألماني.. قام مانويل نوير بتشتيت كرة ضالة ككل حرَّاس المرمى، ليقوم «جوارديولا» من على الدكّة ويخبره ألا يفعل ذلك من جديد، الكرة يجب أن تكون لقدم زميل.
أغلب لاعبي ميونيخ في المنتخب تشربوا تلك الفكرة، وصلت دقة التمريرات –رغم اللعب المُباشر السريع والبعيد جداً عن تيكي تاكا- ل90%، مع قرابة 500 تمريرة بين الأقدام، واللاعب الأنجح على الإطلاق كان مانويل نوير، بدقة تمرير وصلت ل100%!
لهذه الأسباب.. يجب على الألمان شُكر «جوارديولا»، رغم موسمه الذي لم ينجح بالكامل مع بايرن ميونيخ.