استقبل المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لرئاسة الجمهورية، وفداً من سفراء الدول الأفريقية، يضم ممثلين عن 41 دولة، تأكيدا على التواصل مع الدول المختلفة، خاصة الواقعة في القارة الأفريقية، التي تعتبر مصر جزءًا رئيسيًا منها، وتربطها علاقات عميقة مع الدول الشقيقة في المحيط الأفريقي . وأعرب السيسي، وفقًا لبيان نشرته الحملة على «فيس بوك»، مساء الأربعاء، عن سعادته بلقاء الوفد الدبلوماسي الأفريقي، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى التعاون والتواصل مع مختلف دول العالم، خلال المرحلة المقبلة، من أجل صياغة علاقات خارجية حقيقية، وأن الدول الأفريقية تمثل عمقا استراتيجيا مهما لمصر . وأكد السيسي أن اللقاء مع سفراء الدول الأفريقية في القاهرة فرصة عظيمة، للتواصل مع الأشقاء والأصدقاء، قائلا: «أنا اتحدث معكم حديث الأشقاء، وتعرفون كافة التطورات والأحداث التى مرت بمصر خلال الفترة الماضية، وهناك عتاب واضح لكم، خاصة وأنكم على اتصال مباشر بدولكم، وردود أفعالكم مرتبطة بما ترونه وتسمعونه، وأعتقد أن الموقف المصرى خلال ثورة 30 يونيو كان واضحا، حيث انحاز الجيش لإرادة المواطنين، دون أن يسعى للحصول على السلطة، فالشعب المصرى دائما ، تربطه علاقة خاصة جدا مع الشعب». وأضاف السيسي: «القوات المسلحة المصرية مؤسسة منضبطة ومحترفة، ولم تتدخل فى الشأن السياسى خلال الفترة الماضية، ولكنها كانت تدرك تطورات الأوضاع جيدا، وقدمت الكثير من التقارير لتقدير الموقف في مصر، ومعالجة الخلاف السياسي، إلا أن جماعة الإخوان لم تعترف أبدا بفشلها في إدارة الدولة المصرية وحوّلت الخلاف مع معارضيها فى الشارع المصرى إلى خلاف ديني وحرب مقدسة ضد الإسلام». واستطرد المشير: «الشعب المصرى ينظر دائما إلى القوات المسلحة على أنها المنقذ والمخلّص من أى مشكلة ، خاصة بعد تجربة ثورة 25 يناير 2011 ، انطلاقا من العلاقة الخاصة جدا بينه وبين جيشه»، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية في مصر، لا تناصر أحدا ضد أحد، ولكنها تحافظ على كيان الدولة المصرية وتنحاز لإرادة الشعب الذي يمنح الشرعية. وبيّن المشير السيسي خلال اللقاء أن القوات المسلحة، كانت مخلصة في تقديم النصح للنظام السابق وطرح الحلول، التي يمكن من خلالها تهدءة الأوضاع، وكانت تتعامل مع هذا الأمر بشرف وأمانة، من أجل مصلحة الوطن، دون أن تحاول السطو على السلطة، أو إسقاط النظام، مؤكدًا أن صورة مصر خلال العام الذي حكمت فيه التيارات الدينية أمر البلاد كانت واضحة للعالم كله، والبعثات الدبلوماسية لمختلف الدول الأفريقية تدرك هذا الأمر جيدا . وأوضح المشير السيسي أن «الجيش المصري مبنى على أسس علمية حديثة ، ويعرف مهامه جيدا ، وليس ضمن عقيدته أو تكوينه فكرة الانقلابات أو التآمر، ويدرس الأمن القومي المصري وفق رؤى حديثة ومتطورة، ويضع تقديرات استراتيجية لكافة المواقف والأزمات التى قد تتعرض لها مصر». ودعا المشير السيسي سفراء الدول الإفريقية إلى ضرورة النظر على خريطة العنف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بأكلمها، ويمكن أن يحدث فى تلك المنطقة جراء تطور نفوذ الجماعات الإرهابية والعناصر المتطرفة فى ظل ضعف العديد من تلك الدول وارتباطها بصراعات داخلية وتحديات أمنية غير مسبوقة، مؤكدا أن الخطاب الديني فى الفترة الماضية، لم يكن على المستوى المطلوب، وانقطع عن الواقع الذى نعيشه ، لفترة قد تصل إلى خمسة أو ستة قرون كاملة، مؤكدا أن تطوير هذا الخطاب مسئولية كبيرة يجب انجازها خلال الفترة المقبلة من خلال مؤسسات الدولة المعنية ، قائلا: «سأناضل في إعادة رسم الخطاب الديني، لتحسين الصورة السيئة التي يقدمها من يظنون أنهم يحاولون الدفاع عن الإسلام». وأوضح المشير السيسي أن الجيش المصري محب لبلده، ولن يقبل بأي حال لأحد أن يعتدي على المصريين قائلا: «قبل ما يتم الاعتداء على المصريين ، فإن الجيش المصرى على استعداد أن يواجه ويموت قبل أن يمس أبناء الشعب، والله من سيرفع السلاح ضد أبناء الشعب (هنشيله) من على وش الأرض، وما حدش هيقدر يقرب طول ما الجيش موجود». وأكد أن السياسة الخارجية تجاه الدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة ، ستكون منفتحة جدا، خاصة وأن مصر تمد يدها إلى الأشقاء والأصدقاء ، وتعتمد فى علاقاتها على التعاون والتآخي، دون التدخل في شؤون أحد، أو تدخل أحد فى شئون مصر ، موضحا أن مصر لن تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها أبدا . وأوضح السيسي أن مصر ستقيم حوارا جادا مع الأشقاء في إثيوبيا، لإيجاد حلول عملية لقضية سد النهضة، مؤكدا على ضرورة إقامة حوار جاد ومخلص مع الأشقاء الإثيوبيين ، يتفهم مصالحنا ومصالحهم ، فى هذه القضية ، قائلا: «هم يعرفون جيدا أن مياه النيل تمر عبر أراضيهم لمصر، وهي المصدر الرئيسي للمياه فى مصر ، وتمثل حياة بالنسبة للمصريين، ولن يفكروا أبدا في القضاء على حياة 90 مليون مواطن مصري»، داعيا إلى ضرورة خلق المزيد من أوجه التعاون ولتواصل مع الأشقاء في إثيوبيا ، والأشقاء الأفارقة بشكل عام ، خاصة وأن العلاقات مع الشعوب الأفريقية خلال الفترة الماضية لم تكن على المستوى المطلوب .