حين خططت إسرائيل لعملها الإجرامي والوحشي ضد الأبرياء كعادتها اختارت لاسم هذه العملية اسم «عناقيد الغضب»، وهو عنوان رواية شهيرة للروائي الأمريكي المعروف جون شتاينبك، وقد قامت إسرائيل بهذه الجريمة ضمن سلسلة من المجازر التي اعتادت القيام بها في سياق تطلعاتها لإبادة العرب. أما المجزرة فهي «مجزرة قانا» وفيها قامت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق نيرانها علي مقر كتيبة «فيجي» التابعة للأمم المتحدة المؤقتة في جنوبلبنان، كان هذا «زي النهادرة» في 18 أبريل 1996 في الثانية بعد الظهر وكان هناك ما يزيد علي 800 مدني لبناني قد لجأوا إلي هذا الموقع طلبًا للمأوي والحماية، فأدي هذا القصف إلي مقتل 106 مدنين. وحين اجتمع أعضاء مجلس الأمن ليدينوا إسرائيل، أجهضت الولاياتالمتحدة المحاولة بحق النقض «فيتو»، أما زريعة إسرائيل في هذه المجزرة فكانت ملاحقة المقاومة اللبنانية وكانت الأسر التي لجأت لهذه الكتيبة قد نزحت من الجنوب هربًا من القصف الإسرائيلي المتكرر والكثيف علي مواقع المقاومة، ولم يكون هؤلاء الضحايا هم فقط من نزحوا من الجنوب ولكنهم كانوا ضمن حوالي 25 ألف مدني لجأوا إلي مناطق عمل القوات الدولية في لبنان المدهش أن كلمة «قانا» تعني «العش الذي يلوذ به الطير للمبيت والآمان».