مجرد بناية موجودة منذ ما يقرب من 34 سنة، على الجانب الشرقى من كورنيش النيل، بمحافظة سوهاج، ولم تكتمل حتى الآن، هذا هو حال متحف سوهاج القومى، الذى بدأ العمل به منذ أواخر الثمانينيات. وتعاقب عليه 4 رؤساء جمهورية و13 حكومة و10 محافظين، منذ تم وضع حجر أساسه فى عام 1980 فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحتى الآن، لايزال المشروع هيكلا خرسانيا بعد إنجاز 80% منه، وتوقف الأعمال الإنشائية به منذ عام 2011، بسبب عدم توفير الحكومة مبلغ 30 مليون جنيه لإنجازه. المتحف بموقعه المتميز على النيل، والذى كان مقررا أن يحوى العديد من آثار المحافظة المكدسة فى المخازن ويحقق نهضة سياحية لأبناء الإقليم، أصبح صورة حية من صور الإهمال الحكومى وإهدار المال العام، بعد أن تحول إلى بيت للأشباح ومأوى للكلاب الضالة وجحور للفئران، وكأن لعنة الفراعنة قد حلت بمبانيه قبل أن يكتمل. يقول إبراهيم الشريف، مدير عام المتحف ل«المصرى اليوم»، إنه فى عام 1980 فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تم الاتفاق على إقامة المتحف ليعرض آثار المحافظة المهمة لمختلف العصور، ويكون مصدرا لتنشيط الحركة السياحية بالمحافظة، وتم اختيار مكان المتحف بجوار نادى الشرطة الشرقى على النيل، وقام الدكتور عبدالحميد رضوان، وزير الثقافة وقتها، بوضع حجر أساس المتحف، لكن لم يتم البدء فى المشروع لمدة 10 سنوات بعد تولى الرئيس محمد حسنى مبارك، بسبب الخلاف على موقع المشروع. ويضيف: فى عام 1990، وضع الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، حجر الأساس للمتحف بعد تغيير موقعه إلى الموقع الحالى، الذى يبعد 200 متر عن الموقع القديم، وكان من المفترض، أن يتم الانتهاء من المشروع وتشغيله فى عام 1995، لكن حدثت مشاكل فى عملية التنفيذ بسبب عدم التزام المقاول بالرسومات الهندسية للمشروع، إلى جانب عدم توفير التمويل ومطالبة المقاول بمستحقاته المالية لإتمام التنفيذ. ولفت إلى أنه تم سحب العملية من المقاول فى عام 1999 بعد إنفاق ما يقرب من 6 ملايين جنيه على أعمال التأسيس. وتابع قائلا: إنه بعد حل المشاكل فى الرسومات والتصميمات الهندسية تم إسناد استكمال تنفيذ المشروع فى عام 2006، إلى الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للقوات المسلحة، وكان من المفترض الانتهاء من المشروع وتسليمه خلال عامين، وأنجزت الشركة المنفذة 40 % من الأعمال لتصل جملة تنفيذ المشروع إلى 80% بإجمالى تكاليف بلغت 50 مليون جنيه، وبعدها توقفت الشركة عن التنفيذ بسبب نفاد المبالغ المالية المعتمدة وعدم صرف مستحقات مالية للشركة بلغت 8 ملايين جنيه. ويؤكد أن المشروع متوقف منذ عام 2011، بسبب الحاجة إلى مبلغ 30 مليون جنيه، منها 8 ملايين جنيه مديونيات لصالح الشركة المنفذة، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة الحكومة والمسؤولين أكثر من مرة دون ردود فاعلة لإتمام عملية التنفيذ. وقالت منطقة آثار سوهاج، فى تقرير سابق لها عن المتحف، إنه من المقرر أن يعرض المتحف فى حال تشغيله ما يقرب من 3 آلاف تمثال وقطعة أثرية من أجمل القطع المنتقاة من المخازن الأثرية بالمحافظة، والتى تحكى تاريخ المحافظة الأثرى عبر مختلف العصور، ومن أبرزها تمثال الإله «سخمت»، إله الحرب عند الفراعنة بطول 2 متر وتمثال «نخت مين»، حاكم مدينة أخميم فى الدولة القديمة، وهو تمثال بارتفاع واحد متر ومصنوع من حجر الجرانيت وتمثال الإله «باكوس» إله الخمر عند الرومان، وهو تمثال مصنوع من البرونز وعرض مجموعة من التوابيت بداخلها مومياوات لعائلات مصرية قديمة وتوابيت الفئران، وهى توابيت أثرية فرعونية لا توجد فى أى مكان فى مصر أو العالم سوى محافظة سوهاج، إلى جانب عرض مجموعة من الأوانى الفخارية والبرونزية وعملات ذهبية من العصرين اليونانى والرومانى، كانت قد أهدتها الإمبراطورة الرومانية «هيلانا» لدير الأنبا شنودة
