اهتمت صحف الإمارات، الصادرة الثلاثاء، في مقالاتها الافتتاحية بإزدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الغربية مع «العنصرية»، حيث تدعمها في إسرائيل وتناهضها في جنوب إفريقيا، إضافة إلى سياسات واشنطن غير العادلة وغير المتوازنة تجاه القضية الفلسطينية. وتحت عنوان «أخر نظام عنصري»، تساءلت صحيفة «الخليج» هل كان صدفة أن يشهد العالم خلال عام 1948 قيام كيانين عنصريين هما جنوب إفريقيا، وإسرائيل؟ وهل صدفة أن الاستعمار البريطاني هو من وفر الظروف السياسية لقيام هذين الكيانين؟، مؤكدة أنها لم تكن صدفة بل كان الاستعمار البريطاني يمارس نهجه انطلاقًا من سياسة «فرق تسد»، وإيجاد بؤر توتر مذهبية وقبلية أينما وجد. وقالت الصحيفة إذا كانت جنوب إفريقيا تخلصت من النظام العنصري بعد حوالي نصف قرن، إلا أن تل أبيب، ظلت وحيدة في هذا العالم تمارس الفصل العنصري وتحظى بالدعم والتأييد وتكرس عنصريتها من خلال العمل مع واشنطن، على حمل الفلسطينيين للقبول به كأمر واقع وشرعي وبما يتناقض مع القوانين الدولية والقواعد الأخلاقية. وأعربت «الخليج»، في ختام افتتاحيتها، عن اندهاشها من أن الدول الغربية التي فرضت حصارًا شديدًا على نظام جنوب إفريقيا العنصري البائد تحت شعارات مناهضة العنصرية وتوفير الحرية والديمقراطية للأكثرية الإفريقية مازالت تدعم إسرائيل وسياساتها العنصرية وتزودها بكل وسائل القوة وتنكر على الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وفي أرضه وفي العودة. ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة «الوطن» إنه لا يجادل أحد في أن واشنطن دولة عظمى وقادرة ومهيمنة على مقدرات وثروات ومصائر أحيانًا بالعدل وفي معظم الأحيان بغير العدل. وتحت عنوان «التعويل على واشنطن»، أشارت الصحيفة إلى أن سياسات واشنطن تشهد تجاه القضية الفلسطينية على ذلك فهو مثل واضح ومثير للتعجب والاستغراب. وأضافت أنه رغم فشل الولاياتالمتحدة في التعامل مع القضية بشيء من التوازن والعدالة فهى ما زالت الراعية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فهي الخصم والحكم في الوقت نفسه. وأشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو الأخيرة بأن واشنطن، لم تتقدم بطلب رسمي لتجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية، إلى أن الولاياتالمتحدة مواقفة على استمرار بناء المستوطنات. وأضافت الصحيفة أن مصير الفلسطينيين أصبح في يد إسرائيل تتحكم في الكهرباء والمياه والدواء والكساء والغذاء لتجبرهم على أمرين؛ عدم التفكير في انتفاضة ثالثة أو رابعة، والحفاظ على جذوة المفاوضات قائمة لتصبح «غطاء كثيفًا وسميكًا» لاستمرار الاستيطان. وتساءلت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: هل يستمر الجانب الفلسطيني والعربي في التعويل على الموقف الأمريكي؟.