ولد أحمد الشقيري، السياسي الفلسطيني البارز وأحد مؤسسي منظمةالتحرير الفلسطينية، في بلدة تبنين جنوبي لبنان في 1908، وترأس لجنتها التنفيذية وارتبط بتكوين جيش التحرير الفلسطيني والدعوة للكفاح المسلح لحل القضية الفلسطينية. كان والده المعارض السياسي للدولة العثمانية الشيخ أسعد الشقيري، منفيا هناك انتقل بعدها مع أمه للعيش في طولكرم في فلسطين ثم انتقل إلى عكا وتلقي تعليمه الأساسي بالمدرسة الأميرية ثم إلى القدس وفيها أتم تعليمه الثانوي 1926 والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وفيها توثقت صلته بحركة القوميين العرب، وكان عضوا فاعلاً في نادي العروة الوثقى وطردته الجامعة في العام التالي بسبب قيادته مظاهرة بالجامعة احتجاجا على الوجود الفرنسي في لبنان. اتخذت السلطات الفرنسية قراراً بإبعاده عن لبنان في 1927 فعاد والتحق بمعهد الحقوق في القدس وعمل محرراً بصحيفة مرآة الشرق وبعد تخرجه تمرن في مكتب المحامي عوني عبد الهادي أحد مؤسسي حزب الاستقلال في فلسطين، وبين 1936 و1939 شارك في أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى و نشط في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية وشارك في مؤتمر بلودان في 8 سبتمبر 1937 ولاحقته السلطات البريطانية، فغادر فلسطين لمصر. وفي 1940 عاد مجددا لفلسطين بعد وفاة والده وافتتح مكتبا للمحاماة ثم عين مديرا لمكتب الإعلام العربي في واشنطن،وأصبح مديرا لمكتب الإعلام العربي المركزي في القدس حتى نكبة 1948 حيث هاجر واستقر في بيروت ولأنه كان يحمل الجنسية السورية اختير من قبل الحكومة السورية ليكون عضوا في بعثتها لدى الأممالمتحدة من 1949إلي 1950 ثم عاد إلى القاهرة وشغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وبقي في ذلك المنصب حتى 1957. كما اختير في السعودية ليشغل منصب وزير الدولة لشؤون الأممالمتحدة، ثم عين سفيراً دائما للسعودية في الأممالمتحدة بعد وفاة أحمد حلمي عبد الباقي ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية، اختير ليشغل ذلك المنصب في الجامعة العربية. وفي مؤتمر القمة العربي الأول عام 1964 الذي دعا اليه الرئيس عبد الناصر أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية، وكلف المؤتمر ممثل فلسطين أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام الشقيري بجولة بين الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وتم وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني عام. قام «الشقيري» باختيار اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول من28 مارس إلى 2 يونيو 1964 الذي أطلق عليه اسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمةالتحريرالفلسطينية وقدانتخب المؤتمر الشقيري رئيساً له، وأعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية. صادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وانتخب «الشقيري» رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وكلف المؤتمر باختيار أعضاء اللجنة الدائمة الخمسة عشر، وفي مؤتمر القمة العربي الثاني في 5 سبتمبر 1964 قدم «الشقيري» تقريرا عن إنشاء المنظمة، أكد فيه على النواحي العسكرية والتنظيمية لتحقيق تحرير فلسطين والتعبئة ووافق المؤتمر وأقر تقديم الدعم المالي للمنظمة. وفي دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثانية التي عقدت بالقاهرة في 31 مايو إلى 4 يونيو 1965قدم الشقيري تقريرا حول إنجازات اللجنة التنفيذية ثم قدم استقالته من رئاسة المجلس فقبلها المجلس، وجدد رئاسته للجنة التنفيذية ومنحته حق اختيار أعضائها. على إثر نكسة 1967ظهرت خلافات بين أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة قدم «الشقيري» استقالته في ديسمبر 1967وأقام في منزله بالقاهرة متفرغا للكتابة وكان يعقد في منزله ندوات فكرية، وعندما وقع الرئيس المصري السابق محمد أنورالسادات معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية غادر لتونس احتجاجا وبعد عدة أشهر في تونس توفي«زي النهاردة» في25 فبراير 1980.