يعتقد الكثير من الناس، وأنا منهم، أن لون الصندوق الأسود هو «اللون الأسود» وهذا خطأ فادح، فلونه برتقالى أو أصفر وذلك لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة، ولايزال سبب التسمية غامضا تاريخيا، فقد ذهب البعض إلى أنه سُمى باللون الأسود بسبب الكوارث الجوية السوداء، وتحطم الطائرات، وهناك رأى آخر يعود بالتسمية إلى أن الصناديق (النسخ الأولى) نفسها كانت معتمة من الداخل لمنع التسربات الضوئية من تدمير شريط التسجيل، بالضبط كما فى غرف التصوير الفوتوغرافى، كما أن هناك تفسيرا طريفا يتعلق بمقابلة كانت بين صحفى ومخترع الصندوق الأسترالى الشهير Dr. Warren، قال له الصحفى: This is awonderful black box أى: إنه صندوق أسود رائع! إن الصناديق السوداء تشابهت علينا، شاهدت الدكتور شوقى السيد (محامى الفريق شفيق) يهدد المستشار حاتم بجاتو (الأمين العام السابق للجنة الانتخابات الرئاسية)، نصا: «كفى ما كان يا بجاتو.. فلتصمت وإلا سأفتح الصندوق الأسود»، يا إلهى إنه لأمر جد خطير، الدكتور شوقى السيد طلع له صندوق أسود غطيس، من أين يأتون بكل هذه الصناديق السوداء، صندوق شوقى السيد، إنه صندوق أسود رائع، متى يتم فتح هذا الصندوق؟ عجباً كل هذه الصناديق السوداء فى فترة وجيزة، ألا يوجد صناديق بيضاء لونها تسر الناظرين؟ الثورة المصرية أطلقت ثورة فى صناعة الصناديق، الصناديق فى مصر تتكاثر ذاتيا، فقط أين تخزن هذه الصناديق السوداء بعد شحنها بالمعلومات؟ أحتاج صندوقا أسود للضرورة، هناك من أريد تصفيته عاجلا، عجباً الإنتاج المصرى من الصناديق السوداء يبدو غزيرا، هناك بالضرورة فائض جيد للتصدير. الصناديق السوداء المصرية تتميز بطزاجة المعلومات، ودقة التسجيلات، وجودة الصوت والصورة، وتعمر طويلا بين الحطام، تُحفظ جيدا فى قوالب بشرية مصنوعة من مواد فولاذية، تحيطها جلود عازلة لتتحمل الصدمات السياسية، تفرخ فى الأجواء السياسية الثورية، وتفضح التضغطات السياسية، وتتحمل ما يوازى ضغط المياه على عمق 20000 قدم تحت البحر، فى البلاد الغاطسة تحت سطح الماء، وتُغلّف مسجلات الصناديق عادة بمادة عازلة تحمى محتوياتها من البلل. الصندوق الأسود يسجل فى البورصة العالمية ما بين 30 و85 ألف دولار تقريبا، ولكن فى البورصة المصرية يدفع فيه الملايين، من يدفع أكثر، وفى مصر كما فى الطائرات نوعان من الصناديق كلاهما أسود، الأول مخصص لحفظ البيانات الرقمية، وأعتقد مثله صندوق الدكتور شوقى السيد يحفظ أرقام الانتخابات الرئاسية، الثانى وظيفته تسجيل الأصوات، مشاحنات، مكالمات، حوارات، مثله صندوق عبدالرحيم على، وكلاهما مجهز ببطاريات تحفظ المعلومات طويلا. ربما يموت الشخص ويظل الصندوق الأسود مشعاً، مثله صندوق عمر سليمان، يقال إنه كان متقدما للغاية، كان صندوقا استخباراتيا رائعا.