الزواج «العرفى» فى قبيلتى البشارية والعبابدة والقرى البدوية بحلايب وشلاتين ليس اختيارا، وإنما أمر واقع، فعلى امتداد نحو 300 كيلو متر بطول ساحل البحر الأحمر، تخلو المنطقة بالكامل من مأذون شرعى لتوثيق عقود الزواج والطلاق، مما أدى لانتشار الزواج العرفى بين الأهالى، مما يؤدى بطبيعة الحال إلى خلو المنطقة أيضا من أى أوراق رسمية مثل شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومى لأبناء هذه الزيجات غير الموثقة. الشيخ محمد طاهر سدو شيخ مشايخ قبيلة البشارية بأبو رماد والمتحدث باسم قبائل الجنوب، أكد أن المأذون الشرعى المعتمد من وزارة العدل موجود بمدينة دراو بمحافظة أسوان على بعد نحو 500 كيلو، فى حين تخلو حلايب شلاتين من المأذون الشرعى، مما تسبب فى انتشار الزواج العرفى بنسبة 95 % من حالات الزواج، مضيفا أن الزواج الرسمى الموثق أصبح حكرا على القادرين على مصاريف الانتقال إلى مدينة دراو بأسوان أو سداد تكاليف انتقال المأذون بسيارة مخصوص من دراو إلى شلاتين. سدو يرى أن أبناء القرية من خريجى جامعة الأزهر يمكنهم أن يساهموا فى حل هذه المشكلة، إذا تم تعين أحدهم مأذونا شرعيا بحلايب وشلاتين، وطالب سدو وزارة العدل بسرعة تعيين مأذون شرعى للمنطقة لتخفيف معاناة المقبلين على الزواج من السفر إلى أسوان والقضاء على انتشار الزواج العرفى بين أبناء حلايب وشلاتين.
