شهد معرض الكتاب، الجمعة، تنظيم أولى ندوات المحور الرئيسي، والتي تناولت «الخطاب الديني والهوية الثقافية»، وأدارها الدكتور محمد حافظ دياب أستاذ علم الاجتماع، وشيخ الدراسات الأنثروبولوجية فى الجامعات المصرية والعربية. وبدأ «دياب» الندوة بتأكيد أن «ما تشهده الساحة المصرية من اضطرابات ووقائع، تشير إلى حالة تقاطب بين الانتساب الديني والانتماء الوطني، رغم من أننا نعيش في مجتمع كان يباهي بوحدة جماعته على مدار التاريخ»، على حد تعبيره. كما عرّف الخطاب الديني بقوله، إنه «فضاء يتسع لمختلف التيارات والجماعات والفصائل التي تتداخل وتتفارق في فكرها، وتشترك في أنها تحاول أو تتغنى بتطبيق الشريعة، وتختلف في محاولة تحقيق الهدف بدءً من التعامل الحرفي مع النص المقدس أو المرونة أو بالإيمان الشكلي للديمقراطية إلى الإيمان بالتعددية، والمحافظة إلى الحداثة. وقال إن الهوية هى «صيغة إنسانية شمّاله تجمع متناقضات وتداخلات من الرموز والقيم»، موضحًا أن «العلاقة تاريخية بين الخطاب الدينى والهوية، تؤكدها المواقف العملية، حيث تثور مع ضعف الشرعية وتخمد في إطار المشروع الوطني». من جانبه، وصف الدكتور عبدالله النجار، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وأحد المتحدثين في الندوة، العلاقة بين الخطاب الديني والهوية الثقافية ب«الموضوع الخطير»، قائلاً إن «من ضمن مشتملات الخطاب الديني، ما يتعلق بالإنسان والأرض، فقد أوجب الخطاب الديني الدفاع عن الأرض، حتى ولو أدى لانتزاع الروح، ولذلك استبعد مفهوم الخطاب السياسي الذى تعامل به الإسلام السياسي، فلا فرق بين إنسان وآخر في هذه المسألة». وقال الدكتور مصطفى لبيب، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، في حديثه حول الخطاب الديني والهوية الثقافية: «أقصى ما نواجهه هو غياب التحديد الدقيق للمصطلحات، ولسنا بعيدين عن تهمة (العلمانيين)، فيما لا يعرف الداعية معنى العلمانية». وأضاف «ليس من حق أحد إعادة بناء الدين»، مؤكدًا أن «الهوية المصرية هى ما يميز المصريين ويميزهم دون سواهم، أما يتفقون فيه مع البشر فهذا لا يشكل هويتهم، كما يجب الأخذ في الاعتبار أن مفهوم الهوية متحرك».