أحباء مصر

قال لى الشيخ سلطان القاسمى، حاكم الشارقة: لقد قرأت الدستور المصرى الجديد مادة مادة، وكنت أتابع مناقشاتكم داخل لجنة الخمسين عن كثب، والحقيقة أن مصر خطت بالوطن العربى كله خطوة هائلة إلى الأمام بهذه الوثيقة الدستورية الجديدة التى ننظر إليها جميعاً بكثير من الإعجاب.
وقال الشيخ سلطان، الذى عاش ودرس فى مصر، وكثيراً ما حدثنى عن مناطق وأحياء فى القاهرة لا أعرفها، إن العرب كانوا يتألمون ألماً شديداً لما كانت تشهده مصر خلال حكم الإخوان، وقال «إن مصر بالنسبة لنا هى منارة الثقافة، وهى أيضاً بيت الإسلام المعتدل، لكنها لم تكن كذلك خلال العام الذى أمضاه الإخوان فى الحكم، فقد استهدفوا الثقافة والمثقفين، كما عادوا الأزهر ورجاله، وهم بذلك كانوا يحاولون ضرب الهوية المصرية ذاتها، والتى لم يستطع أى من الغزاة تحطيمها على مر التاريخ».
وأضاف: «لذلك فقد أعجبت جداً بما ورد لأول مرة فى الدستور الجديد حول الهوية الثقافية، وهو ما غاب عن الدساتير السابقة، كما أعجبت أيضاً بما حرص الدستور على تأكيده فى مجال الهوية الدينية، والمكانة التى خص بها الأزهر الشريف».
ثم قال: «وحتى على المستوى السياسى كانت أولويات الدستور سليمة منذ مواده الأولى التى نص فيها بلا مواربة على أن مصر جزء من الأمة العربية، وحدد انتماءها الإسلامى، كما لم يغفل كونها دولة أفريقية، مؤكداً أيضاً اعتزازها بامتدادها الآسيوى، فى الوقت الذى أكد إسهامها الذى لا يمكن إنكاره فى الحضارة الإنسانية، بشكل عام».
وأوضح الشيخ أن تلك هى مصر الحقيقية التى لم يفهم البعض أنها تستعصى على محاولات أسرها داخل أسوار تعريف واحد ينافى تاريخها على مر العصور.
وقد تحرج الشيخ سلطان حين شكرته على ما لم يكن يعلم أنى أعرفه، وهو أنه تكفل بكل نفقات طباعة ملايين النسخ من الدستور التى تقوم إحدى الجهات الرسمية بتوزيعها الآن فى مصر، وكان شرطه الوحيد هو أن توزع مجاناً على المواطنين.
لقد وجدت خلال رحلة عمل سريعة إلى الإمارات طوفاناً من المحبة لمصر وأهلها، جعل كل من قابلته من مسؤولين أو مواطنين عاديين يحرص على الاطمئنان على عبور لمصر المقبل إلى المستقبل الذى يتمناه لها أحباؤها جميعاً.