كسر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الصمت حول ليبيا ودعا العالم إلى التوحد ضد العنف «الشائن» فى هذا البلد، معلناً عن جهود دبلوماسية أمريكية فى هذا الصدد، وقال فى أول تصريح له، أمس الأول، حول أعمال العنف فى ليبيا منذ بدء الأزمة: «الآلام وحمام الدم أمور شائنة وغير مقبولة.. والحكومة الليبية تتحمل المسؤولية فى الامتناع عن اللجوء إلى العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم بحاجة لها واحترام حقوق مواطنيها». وأشار أوباما إلى أنه فى حالة العكس «يجب أن تتحمل الحكومة الليبية مسؤولية عجزها عن القيام بمسؤولياتها وسيكون عليها لزاماً تحمل نتائج الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان». كما أعلن أوباما أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، ستتوجه إلى جنيف للمشاركة فى الجلسة الخاصة التى سيعقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاثنين المقبل والمخصصة للوضع فى ليبيا. وندد أوباما ب«التهديدات وإعطاء الأوامر لإطلاق النار على متظاهرين مسالمين»، معتبراً أن هذه التهديدات «ما هى إلا لمعاقبة الشعب الليبى، والوقت حان لمحاسبة القادة الليبيين على قمعهم المتظاهرين ضد نظام القذافى». وفى باريس، أعرب وزير الدفاع الفرنسى، آلان جوبيه، أمس، عن أمله فى أن يكون «عهد القذافى فى طريقه للانتهاء»، وقال فى مقابلة مع راديو «فرانس إنتر»: «أرجو من كل قلبى أن يكون القذافى فى لحظاته الأخيرة كزعيم»، فيما طالب وزير الخارجية البريطانى، وليام هيج، العالم بأن «يصعد من ضغوطه على حكومة القذافى الذى يبدو أن قبضته على السلطة بدأت تضعف» - على حد قوله - مطالبا ب«تحقيق دولى» فى العنف ضد المحتجين الليبيين. وبينما طالبت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان ألمانيا باستقبال لاجئين من ليبيا بعد الاضطرابات الدموية التى تشهدها البلاد، أعرب وزير الداخلية الألمانى، توماس دى ميزير، عن اعتقاده بأنه لا يوجد حاليا تدفق للاجئين من ليبيا، وقال: «لا يمكننا أن نسمح لجميع الأفارقة الفقراء بدخول أوروبا فقط، لأنهم ربما لا يجدون الآن عملاً فى ليبيا». وفى الوقت الذى أعلن فيه مركز إدارة الأزمة الليبية ب«الخارجية التركية» إقلاع 5 رحلات طيران من طرابلس إلى أسطنبول أمس ليصل عدد الذين تم إجلاؤهم من ليبيا أكثر من 3 آلاف تركى، أعلن رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، أن بلاده تعارض فرض عقوبات على النظام الليبى «لأنها يمكن أن تشكل عقاباً للسكان». وقال «أردوجان» فى مقابلة صحفية، مساء أمس الأول: «ليس من السليم التسرع فى مثل هذه المواقف، وليس من الملائم فى الوقت الحالى فرض عقوبات على ليبيا لأن مثل هذه الإجراءات تشكل عقاباً للسكان، فليس من واجبنا التدخل فى الشؤون الليبية، والشعب الليبى هو من سيقرر مصيره بنفسه». وتزامن ذلك مع إسراع حكومات فى شتى أنحاء العالم لإرسال طائرات وسفن لإجلاء رعاياها من ليبيا، وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبى إن دول الاتحاد تجلى نحو 10 آلاف من مواطنيها من ليبيا، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة أن عبارة مستأجرة تسع 600 راكب من المنتظر أن تغادر طرابلس قريبا متجهة إلى مالطا. وفى سياق متصل، حذرت منظمة «صحفيون بلا حدود» المعنية بحرية الصحافة من أن العمل الصحفى فى ليبيا «أصبح مستحيلا من الناحية العملية» فى ظل «القمع الوحشى من قبل السلطات الليبية». وخضع الصحفيون الأجانب القليلون الموجودون بالفعل فى ليبيا قبل بدء الانتفاضة لرقابة شديدة، كما تعرضت قنوات إقليمية بينها الجزيرة الفضائية للتشويش على إشاراتها، فيما تمكن عدد من المراسلين الأجانب فى التسلل إلى ليبيا عبر مصر خلال ال48 ساعة الماضية، إلا أن الظروف هناك صعبة للغاية وخطرة.