أمسكت بقلمي وحاولت ان اكتب قلة من الكلمات التي قد تعبر جزئيا عن ما يجيش به صدري من مشاعر التي لا تستطيع أبلغ التعابير واعذب الكلمات ان تصفها ، مشاعر اقل ما يمكن ان يقال عنها انها مشاعر فرح عارمة ليس لمجرد تخلى الرئيس مبارك عن مقاليد الحكم ف مصر بعد فترة حكم طالت 30 سنة ف عين الحسود ، ولكن السبب الأساسي وراء فرحى هو أنتصار أرادة الشعب بأكمله، وهذا لا يمنع بالطبع من توجيه كامل تقديري وثنائي لمجهودات الشباب الجبارة الذين تمكنوا من أشعال شرارة الثورة وعدم خوفهم لا من الرصاص المطاطي ولا حتى الحى وشجاعتهم المتناهية ف ميدان الحرية ( ميدان التحرير سابقاً ) خاصة يوم موقعة الجحش الشهيرة اللي أصبحت أشهر من موقعة حطين نفسها !!!!!!!!! والأعظم من ذلك هو نجاح هؤلاء الشباب ف تغيير مجريات الأمور ف مصر وأنتقالها من حالة الركود وغياب الوعي إلى حالة ديناميكية من الحركة والمطالبة بالتغيير ف كافة نواحي الحياة بدءًا من المطالبة بالعدالة الأجتماعية والمساواة والحرية ووصولاً إلى تغيير نظام الحكم العقيم الذى عانت منه مصر ثلاث عقود متواصلة، فإستطاعوا بمجرد الضغط ع كيبورد الكمبيوتر أن يقوموا بجمع مالا يقل عن 150 عضو ع الفيس بوك تحت شعار ثورة 25 يناير ثم ازدادت الاعداد بتوالي الايام والاسابيع حتى اصبح تعدادهم ع مدار ايام الثورة ملايين فى جميع محافظات الجمهورية حتى اصبح شعار مصر الان " مصر بوك " . ولم يكن يتوقع أحد حتى أكثر الناس تفاؤلاً أن تكلل جهود الثورة بهذا الأنتصار العظيم وما حققته من مكاسب التي كان مجرد الحديث عنها سابقًا ضرباً من الخيال الجامح لدرجة وصلت إلى حد أتهام الناس بتهمة الجنون مع سبق الأصرار والترصد لمجرد تفكيرهم فى محاولة تغيير النظام المتبلد التي عانت منه مصر لسنين طويلة. ولم يقتصر دور الشباب عند هذا الحد فقط بل تمكنوا ايضا من حماية وطنهم واهلهم واعراضهم فى الوقت الذى تخلت فيه الشرطة عن واجبها وقامت بعملية اشبه بعملية الهروب الكبير بعد قيامهم بأبشع عمليات العنف والقمع ضد المتظاهرين الذى كان شعارهم منذ البداية " سلمية .......سلمية " ولم يكن لديهم اي نية لأي عمليات عنف او تخريب ولكن يبدو ان شرطتنا المصونة تعانى حالة من الامية المزمنة ، امية قراءة وامية فهم وامية الشعور بالواجب . فحتى هذه اللحظة وعقلي غير قادر ع استيعاب ما حدث ف الايام القليلة السابقة ، واحيانا بل كثيرا اشعر انني ف حلم وسوف استيقظ منه لاحقا ، فاخيرا جاءت اللحظة التي كنت احلم بها انا وغيرى لحظة خلع مصر لملابسها القديمة البالية التي عفى عليها الزمن وارتدائها ملابس عروس جديدة ليس عليها اي غبار او حتى كرمشة ، فظهرت فى ابهى صورة لها و لم تتزين ابدآ ، ولماذا تتزين ولديها اجمل شباب ف الدنيا تمكنوا ف 18يوم فقط من ازالة كل اثار السنين العجاف السابقة من ع وجه مصر ، تمكنوا من جعلها عروس بكر بعد ان كانت ف مرحلة العنوسة !! فتحيا لهؤلاء الشباب الذين اشعلوا شرارة 25 يناير وتحيا للملايين التي ساندت هؤلاء الشباب وشاركت معهم ف اعادة مصر الصبية وتحيا للشهداء الذين دفعوا حياتهم دماؤهم الزكية ثمنا للحرية وتحيا للقوت المسلحة التي أحترمت إرادة الشعب ف التغيير .