كم أتمنى أن يصبح هذا البوست يوما من الأيام شيء من الماضي عفا عليه الزمن أتمنى أن يأتي اليوم علينا في مصر لنقرأ مثل هذه الموضوعات من باب قراءة الماضي و التعلم من دروس التاريخ و عبره. و لكن للأسف الشديد حتى الأن هذا هو واقعنا المصري...!!! كان منذ أسبوع هو نفسه الواقع التونسي حتى قرر الشعب التونسي أن يغير أوضاع لم يكن راضيا عنها و كان عاجزا عن تغييرها...!!! و حتى يريد الشعب المصري الحياة مثلما أراد الشعب التونسي فاستجاب له القدر, حتى يحدث ذلك يوما ما قرب أو بعد أو لم يحدث على الإطلاق... يبقى هذا هو الفرق بين مصر و تونس!!! في تونس 23 سنة من حكم الفرد أوصلت الشعب لهذه الحالة من الغضب و جعلتهم (يجيبوا أخر)... بينما في مصر 30 سنة من حكم الفرد جعلت الناس يدمنوا هذا الفرد بل و يصبح شعارهم (أكتر...أكيد في أكتر!!!). في تونس صوت الرصاص لم يزدهم إلا تصميما و إرادة على تحقيق مطالبهم و نيل حرياتهم... بينما في مصر فإن صوت الرصاص (مجرد صوته) كفيل بجعل كل واحد (يحط) لسانه في بقه و يهرع إلى منزله...!!! في تونس دماء الشهداء ضحايا الشرطة زادهم عزيمة و قوة و إصرار على الثأر لهؤلاء الشهداء و ألا يذهب دمهم هدرا إذا هم تنازلوا عن مطالبهم العادلة و المشروعة... بينما في مصر فإن دم أي ضحية للتعذيب لا يزيد الناس إلا رعبا و فزعا و خوفا و جبنا من أن يصيروا يوما ما ضحايا جدد لجلادي النظام و زبانيته...!!! في تونس لم تصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه في مصر و مع هذا آمن الشعب بأن بلدهم تستحق أفضل بكثير مما هي فيه من فساد و ظلم و إستبداد... بينما في مصر و رغم كل هذا الفساد و الظلم رفع الشعب شعار (ياكشي تولع.!!! هي كانت بلد أبونا.!!!). في تونس إنتحار شاب إحتجاجا على الفساد و البطالة أشعل ثورة شعبية لن تخمد إلا بتحقيق طموحات هذا الشعب... بينما في مصر فإن إنتحار عشرات الشباب لنفس السبب لم يحرك شعرة واحدة في رأس أي مواطن... فالأمر لا يعنيهم على الإطلاق...! في تونس أقال رئيس الدولة الحكومة و قبلها وزير الداخلية إستجابة للمطالب الشعبية الغاضبة... بينما في مصر لو وقف الشعب (على دماغه) من أجل تحقيق نفس هذه المطالب أو حتى نصفها فلن تتحقق برضة.!!! في تونس ثورة شعبية عارمة جعلت رئيس الجمهورية يعلنها صراحة (لا رئاسة مدى الحياة)...بينما في مصر فلقد أعلنها صراحة أنه مستمر في (العطاء) طالما فيه قلب ينبض... في تونس لا يتحدثون كثيرا عن الحضارة القديمة و الأمجاد و الريادة و الإنجازات و مع ذلك قرروا أن يحققوا كل هذا و أكثر بأيديهم لكي ينتزعوا حرياتهم و كراماتهم... بينما في مصر لا يزال الجميع يطنطن بأوهام الريادة و الشعب العظيم و الشقيقة الكبرى بينما المحصلة هي مزيد من الركود و الفساد و الفقر و البطالة...! في تونس أدرك الشعب أن الحرية لا تمنح و لكنها تنتزع إنتزاعا... بينما في مصر فإن الجميع لا يزال في إنتظار منحه الحرية كنفحة من الحاكم و هو ما لن يتحقق على الإطلاق لأن زمن المعجزات قد ولى.!!! في تونس قررت قوى المعارضة أن تخرج للشارع إحتجاجا على قمعها و إذلالها عقود عديدة... بينما في مصر فإن قوى المعارضة تدخل في (صفقات) خاسرة مع الحزب الحاكم من أجل عدة (كراسي) في برلمان مزور...!!! في تونس أثبت الشعب أنه لا يزال حيا و أن (صوت الجماهير) هو حقيقة لا كلام أغاني...بينما في مصر فإن الجماهير قد خرس صوتها بل لقد مات الشعب و شبع موت من زمااااااان. للأسف الشديد هذا هو واقعنا المعاصر...هذا هو الفرق بين شعبين كانا حتى يوم 14 يناير 2011 متشابهين بل متطابقين تجمعهما صفات كلها سلبية من الخنوع و الضعف و الخوف... إلا أن أحدهما قرر الحياة فكان له ما أراد... و الأخر لا يزال يستعذب الضعف و الخنوع و ... الموت. الأغلبية الصامتة http://www.theegyptiansilentmajority.blogspot.com/