« الداخلية» وتجديد العهد

يجب أن نثق فى أجهزة الأمن المصرية وأن نقف بجوارها فى مثل هذا المنحنى الخطير الذى تمر به بلادنا مصر، لاسيما أن حادث الإسكندرية ليس مقصوداً به أحد سوى الدولة.. بمعنى إنه ليس حادثاً طائفياً، كما يرى البعض، لكنه حادث سياسى فى صورة طائفية. ذلك أن هناك فرقاً بين الحوادث الطائفية من جهة والحوادث الجنائية والسياسية من جهة أخرى.. ولا خلاف فى خطورة هذه أو تلك..
والحادث الطائفى فى تعريفه هو أن يرفض أتباع دين الدين الآخر، وهذا حدث فى مصر عندما كانت الجماعات الإسلامية ترفض وجود الأقباط، وقامت بعدة حوادث «طائفية» ضد إخواننا الأقباط.. وكان آخر حادث من هذه النوعية هو حادث الزيتون الشهير الذى قتل فيه خمسة من الإخوة الأقباط على يد مجموعة من المتطرفين الذين أجمعت الأمة على خروجهم وخروج أمثالهم عن الدين الإسلامى، نظراً للأفكار الخطيرة التى يؤمنون بها.
أما الثانى «الحادث الجنائى» فهو يشبه حادث نجع حمادى.. صورته طائفية.. لكنه ليس حادثاً طائفياً بمعنى أنه قام على قتل المسيحى لكونه مسيحياً، لكن فى الحادث تفاصيل جنائية قادت إليه.. أما الحادث السياسى وهو الأخطر على الإطلاق فالمقصود به زعزعة الأمن وتوهج الطائفية مثلما يحدث الآن فى لبنان على سبيل المثال أو ما بين السنة والشيعة فى العراق.
فى الحادث السياسى يجب أن نربت على كتف أجهزة الأمن ونجدد الثقة فيها لأنها أُخذت غدراً.. ولأن وزارة الداخلية فى مصر ورجالها بدءاً من اللواء حبيب العادلى وحتى آخر جندى ويحملون رؤوسهم على أيديهم ونجحوا ونجحت معهم مصر فى التسعينيات عندما استعرت نار الفتنة مع الجماعات الإسلامية المتطرفة فى السيطرة عليها، لاسيما أنه رغم كل الأمواج المحيطة بنا والأحداث التى تعيشها البلاد من حولنا مثل العراق وفلسطين ولبنان، فإن الجهاز الأمنى المصرى وقف بالمرصاد يحمى بلاده من ويلات الفتن والحوادث الإرهابية.. كل ذلك يجعلنا نعضد موقف وزارة الداخلية ونجدد الثقة والعهد بها لأنها تقف وستقف بالمرصاد لكل من يعبث بهذا الوطن.. وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.