تسبب إضراب سائقى المقطورات فى إحداث حالة من الغضب بين أصحاب الشركات والمصانع التى يتطلب عملها توافر سيارات النقل الثقيل لنقل البضائع، الأمر الذى تسبب فى رفع أسعار بعض السلع بصورة ملحوظة، إلا أن خبراء فى النقل والاقتصاد أعربوا عن تخوفهم من تفاقم المشكلة خلال الفترة المقبلة حال استمرار الإضراب، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار الذى اعتبروه نتيجة للإضراب، سيتحمله المستهلك وحده، مطالبين بضرورة إيجاد حل «جذرى» للأزمة بين مصلحة الضرائب وأصحاب المقطورات. قال سعد ماضى، صاحب إحدى الشركات المتخصصة فى نقل البضائع بالتريلات، إن إضراب شاحنات النقل الثقيل لن يؤثر على حركة التجارة والمبيعات، لتزامنه مع نوة «قاسم»، ما ترتب عليه إغلاق ميناء الإسكندرية ووقف نقل الحاويات بسبب شدة الرياح، موضحاً أن حركة العمل عادت مجددا فى نقل البضائع والسلع الأساسية منذ الثلاثاء الماضى، بعد انتهاء النوة والإضراب عن العمل. وأكد ماضى أن الإضراب أثر على حركة التجارة والصناعة فى المحافظات الأخرى، التى تعتمد على شاحنات النقل الثقيل فى نقل البضائع والسلع الاستراتيجة إليها، كالأسمنت والأسمدة والحديد. وقال عبدالرازق الدسوقى، رئيس شعبة الأسمنت فى الغرفة التجارية بالمحافظة، إن 40% من أصحاب المقطورات بدأوا بالفعل فى العمل نتيجة لجهود «الشعبة» التى نجحت فى التوفيق بين أصحاب المقطورات ومصلحة الضرائب، مضيفاً: «رغم ذلك فإن60% من أصحاب المقطورات لم يبدأوا العمل، الأمر الذى أثر على حركة تداول الأسمنت فى الأسواق واستغله بعض صغار الموزعين لرفع الأسعار». وأرجع الدسوقى ارتفاع أسعار الأسمنت إلى رفع أصحاب المقطورات «النولون»، الأمر الذى أثر على أسعار الأسمنت، مؤكداً عقد اجتماعات مستمرة فى الغرفة التجارية بصورة دورية لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، وأن الأمر فى مجمله لا يتعدى كونه تنظيما لعملية المحاسبات فى مصلحة الضرائب، ولا توجد قرارات بفرض ضرائب جديدة على أصحاب المقطورات، وأن ما عدا ذلك يعتبر فهما خاطئا من أصحاب المقطورات. وقال فتحى قبارى، رئيس شعبة مستخلصى الجمارك فى الغرفة التجارية، إن الإضراب أثر على الجهات المستوردة لبعض البضائع، لعدم وجود شاحنات نقل ثقيل، لحمل السلع والمنتجات من الميناء إلى أماكن أخرى، ما أدى إلى زيادة التكلفة على المستورد، وتوقيع غرامات أرضية وتأخير على مدار اليومين الماضيين. وأكد ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة مع الجهات المتخصة لحل مشكلة أصحاب الشاحنات، فضلاً عن طرح بعض الحلول الهندسية لإنشاء الطرق والكبارى. وأكد المستشار عادل الدوياتى، رئيس اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية بالمحافظة، إن استمرار إضراب المقطورات سيكون له تأثير مباشر وكبير على رفع أسعار السلع فى المحافظة بشكل خاص، لافتاً إلى أن أكثر السلع التى تحتاج إلى مقطورات لنقلها نلاحظ أن مكان توزيعها يبعد عن مكان الإنتاج، ويلعب فيها النقل الثقيل دورا حيوياً، الأمر الذى يجعل الحاجة ملحة لإيجاد حل جذرى للمشكلة لأنها ستتسبب فى رفع الأسعار بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، والتى تتفاقم بعد نفاد كميات السلع من مخازن الشركات، مما يؤدى إلى تكدسها فى مخازن المصانع، مطالبا بضرورة إعطاء فترة سماح قبل تطبيق أى قرارات مستجدة لأن النقل يلعب دوراً كبيراً فى تحديد سعر المنتج لأنه يعتبر أحد بنود التكلفة.