حملة رسائل ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن أحد ضباط جيش الاحتلال، الجنرال احتياط بنتسى غروبر، تلقى رسالة إلى منزله من إسبانيا، بداخلها صورة طفل فلسطينى تحت الأنقاض، وتظهر رأسه فقط، وكتب على الصورة باللغة الإنجليزية How will you explain this to God أو «كيف ستفسر ذلك لله؟».
وكان غروبر شارك فى الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة فى 2008-2009، وظهر اسمه ضمن قائمة «مجرمى الحرب» وهم كبار الضباط وقادة جيش الاحتلال الذين شاركوا فى الحرب والتى نشرت مؤخرا فى العديد من المواقع على الإنترنت. ورد غروبر، الذى شارك فى كتيبة مدرعات، بالقول «هذا شىء مقرف.. وليس لطيفا أن يصل إلى البيت، ولكنه لن يجعلنى أتوقف عن عمل ما أقوم به».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الرسالة المرسلة من مدريد مباشرة إلى بيت غروبر، وصلت إلى عدد من ضباط جيش الاحتلال، ومنهم قائد «منطقة المركز» آفى مزراحى، ورئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) الذى ترك منصبه مؤخرا عاموس يدلين، كما تلقى عدد آخر من ضباط الاحتلال رسائل مماثلة، بعضها تظهر فيها صورة أحد جنود الاحتلال وهو يحمل طفلة فلسطينية (جريحة أو شهيدة)، وكتب على الصورة نفس الجملة السابقة باللغة الإنجليزية.
ولم يحدد الاحتلال عدد الرسائل التى وصلت إلى الضباط الذين شاركوا فى الحرب العدوانية، إلا أنه من المرجح أنه تم إرسال مثل هذه الرسائل إلى غالبية الضباط الذين تظهر أسماؤهم فى قائمة «مجرمى الحرب».
وكان جيش الاحتلال منع نشر أسماء ضباط الكتائب العسكرية التى شاركت فى الحرب على قطاع غزة، خشية اتخاذ إجراءات قضائية ضدهم، وتم إلغاء هذا الأمر لاحقا. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن عدد جنود الاحتلال المنتشرين فى الضفة الغربية حاليا هو الأقل منذ اندلاع الانتفاضة الأولى 1987عام، وأوضحت أن ما يسمى «فرقة يهودا والسامرة»، الضفة الغربية تنشر فى الوقت الحالى أقل من نصف عدد الوحدات القتالية التى تم نشرها فى أوج الانتفاضة الثانية.
ونقل عن مصادر عسكرية «قيادة المركز» قولها إن تقليص حجم القوات ليس دلالة على تراجع استعداد فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات، وإنما لتحسين قدرة الجيش والشاباك على منع تلك الهجمات، وأشارت إلى أن جيش الاحتلال ينشر عشرات الكتائب النظامية والاحتياط فى الضفة منذ الانتفاضة الأولى، وبالتزامن مع التخفيض تمت زيادة الموارد المخصصة للنشاط الاستخبارى والرصد وتفعيل قوات خاصة، بينها وحدات المستعربين «دوفدوفان»، وكتيبة «نيتسان» لجمع المعلومات الاستخبارية والتى تقوم بتفعيل وسائل الرصد الثابتة والمتحركة فى الضفة.