تعددت الجرائم الأسرية فى الثغر خلال الآونة الأخيرة وارتفعت معدلات القتل والعنف الأسرى بصورة تلفت الانتباه، وتشكل خطراً اجتماعياً يراه الدكتور محمد بدوى أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، إنه ظاهرة اجتماعية، تحتاج للدراسة، بعد أن فرضت نفسها على المجتمع المصرى بوجه عام والسكندرى بوجه خاص، وإن لم تصل بعد لمرحلة «الخطورة». وتسجل محاضر الشرطة نماذج عديدة ومتباينة للجرائم الأسرية فى الثغر من بينها، جريمة قتل فتاة، تدعى كريمة مطاوع 19 سنة «طالبة»، تم العثور على جثتها «عائمة» بمصرف كوبرى الهاويس، وبعد استخراجها تبين وجود آثار لسحجات حول رقبتها، توضح أنها ماتت «مخنوقة»، فضلاً عن وجود طعنات فى ظهرها، وكشفت التحقيقات أن 3 شاركوا فى عملية قتلها، الأول، شقيقها والثانى عمها والثالث من أقاربها، وتبين أن والد «المجنى عليها» حرض شقيقها على قتلها لشكه فى سلوكها وخروجها من المنزل دون إذنهم، ورفضها تدخل أحد فى طريق حياتها، واعترف المتهمون الثلاثة بتحريض الأب على قتلها، وتم القبض عليه أيضا. وهناك الزوج الذى فشل فى إقناع زوجته بالعودة إليه، بعد أن تركت له القاهرة وهربت منه إلى الإسكندرية، فقام بقتلها، ووضع جثتها فى «شنطة» سفر كبيرة، واستدعى أحد أصدقائه وطلب منه مساعدته فى إنزال الحقيبة استعدادا لسفره فارتاب فى أمره، حتى اعترف له بقتل زوجته، وتبين من التحقيقات أن المتهم كان متزوجا من «المجنى عليها»، منذ فترة وحدثت بينهما خلافات وقام بتطليقها ثم تزوج من سيدة أخرى وتركها، وقام برد المجنى عليها، إلا أن الخلافات زادت فى الفترة الأخيرة وطلقها مرة أخرى، ويوم الجريمة حاول إقناعها بالرجوع إليه وعندما رفضت قتلها. أيضا قتل عامل زوج شقيقته، بسبب «ألف جنيه» كان اقترضها منه قبل زواجه، وعندما طالبه بردها نشبت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى الاشتباك، قام على أثرها الجانى بإخراج سكينة المطبخ، وسدد للزوج 12 طعنة نافذة بالصدر أودت بحياته. الجرائم الأسرية التى ترصدها محاضر أقسام الشرطة، يصعب حصرها، لكن الدكتور محمد بدوى يؤكد أن معظمها يرجع لأسباب تتعلق ب«الشرف» أو كثرة الضغوط النفسية بسبب العوامل المادية، والسبب الأول هو الأكثر انتشاراً، حيث يرى الشخص «المطعون» فى شرفه الانتقام من الشخص الذى قام بخيانته أو من جلب له «العار» من أوساط أقاربه. ويرى الدكتور مرزوق، وكيل كلية التربية، أستاذ علم النفس، أن اختلاف الثقافات والعادات وغياب أصحاب العقول المفكرة عن الأسرة، أحد أهم عوامل انتشار معدل الجرائم الأسرية، مشدداً على ضرورة وجود الأصوات العاقلة، خاصة بين الزوجين لتهدئة الأمور على أن يتمسك بإظهار دور التعاليم الدينية التى تشير إلى فرض الحوار والتفاوض دون الوصول لمراحل الانتقام، فيما أكد أن التعامل مع جرائم الشرف تختلف وفق طبيعة وقدرة كل إنسان على تقبل الخطأ من الشخص المقرب منه وأن رد الفعل يكون أعنف على الأشخاص الذين لا يشك أحد فى سلوكهم، ثم يفاجأ بعد ذلك بظهورهم فى صورة مغايرة، خاصة أن الجناة هنا يغيبون عن الوعى ويتناسون الأحكام الدينية ويصدرون الأحكام الفورية.