ظهرت تفاصيل جديدة فى مأساة انتحار الشاب هشام محمود حسن العجرودى، الذى تخلص من حياته بسبب عجزه عن تدبير مصاريف علاج والدته ومصاريف الإيجار بالقفز من الدور الخامس بمستشفى الزهور، حيث بدأت والدته تفيق من غيبوبتها بين الحين والآخر، وتنادى «إنت فين يا هشام؟». تحريات المقدم محمد غزالة أكدت أن هشام وحيد يعيش بمفرده أو فى ورشة الحدادة التى يعمل بها.. دخلنا لزيارة الأم، وجدناها ترقد فى فراش المرض وتردد بعض الكلمات قائلة «هاتوا لى أبويا»، وتارة: «هاتوا لى أمى»، تئن من الآلام المبرحة التى تعانى منها، اقتربنا منها وقالت لنا: «هو هشام فين.. مسافر من يومين»، أيقنا أنها لا تعلم أن ابنها انتحر، سألناها عنه فقالت: «كويس هشام طيب وحنين وبيحبنى وأنا عايزاه يكون كويس». وقالت عجوز بجوارها إن «هشام» جاء يوم الحادث عصراً ووجد أمه نائمة تئن من آلام فى الساق اليسرى فهى تعانى من كسور فى أعلى الفخذ بعد سقوطها وخرج بعد لحظات ومرت خمس دقائق وعلمت أنه ألقى بنفسه من أعلى المستشفى. وحضرت سيدة منتقبة قالت: «إن هشام لديه أخت وحيدة تعيش فى القاهرة وهو شاب مستقيم يمر بظروف نفسية صعبة بعد وفاة والده، الذى كان يعيش من كشك يديره، ازدادت أعباء الحياة عليه فاضطرت والدته إلى بيع الشقة التى يقيمون فيها حتى يسافر إلى الخارج ويكون نفسه إلا أن رحلته مع الغربة لم تثمر عن شىء، عاشت أمه فى بيت العائلة وبعد عودته من الخارج خالى الوفاض استأجر مع أمه شقة فى بورفؤاد وعمل فى مهنة اللحام إلا أن أعباء الحياة ثقلت عليه ولم يتحمل الضغط النفسى والعصبى وازداد الضغط عليه بعد أن سقطت أمه فى المنزل وأصيبت إصابة بالغة بكسر فى أعلى الفخذ، ولأنها سيدة مسنة كانت الاستجابة للعلاج بطيئة وظل يتابعها حتى يوم الحادث ولم يشتك لأحد ولم يكن أحد يسأل عنهم لانشغال كل منا بأحواله وهمومه وقد رأيته قبل الحادث بيومين، كان طبيعياً لكنه كان يشتكى من ارتفاع أسعار الشقق المفروشة وسمعته يقول أجيب منين، حتى علمت أن صاحب الشقة المفروشة طالبه بالإيجار أكثر من مرة ولم يكن معه المبلغ وهو 750 جنيهاً بالإضافة لعلاج الأم».