يمثل معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، Cairo ICT، حجر الزاوية في قطاع الاتصالات في مصر على مدار 17 عاما، عمر المعرض والمؤتمر، الذي يجمع الشركات العالمية والمحلية برعاية ومشاركة الحكومة متمثلة في وزارة الاتصالات والهيئات التابعة لها في تجمع سنوي لعقد الصفقات ومناقشة القضايا الملحة والطارئة بالقطاع، إلا أن المعرض، وهو المصري الوحيد الذي يباري وينافس معارض الاتصالات العالمية والإقليمية مثل «جيتكس» دبي، و«اتصالات برشلونة» في إسبانيا، و«إيفا» برلين في ألمانيا، تعرّض بعد الثورة إلى عوائق هددته بالتوقف، فعن آخر التحديات والمستجدات قبل انطلاق دورة هذا العام خلال الفترة من 9 – 12 ديسمبر الجاري كان الحوار مع رئيس الشركة المنظمة ورئيس المؤتمر، الإعلامي أسامة كمال، وإلى نص الحوار: ما الهدف الرئيسي لإقامة المعرض وكيف كانت البداية ؟منذ بداية المعرض والمؤتمر سنة 1996 لم يكن مجتمع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قائما من الأساس في مصر، حيث كانت أول وزارة للاتصالات سنة 1999 وتولها في هذا الوقت الدكتور أحمد نظيف، فكان الهدف هو وجود كيان لهذا القطاع وتفعيله وبناؤه لإنجاح المنظومة بأكملها بما فيها الشركات العالمية والمحلية والجهات المختلفة ومن ثم دفع عجلة الاقتصاد، حيث إن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا قادر على المساهمة الكبيرة في ذلك وخير دليل نسبته في الناتج القومي المحلي. تم تأجيل المعرض أكثر من مرة في السنوات الأخيرة عن ميعاده الثابت في فبراير من كل عام ليقام في مواعيد مختلفة .. لماذا الإصرار على إقامة المعرض في ظل الأزمة الاقتصادية والأمنية ؟ويأتي الإصرار على الاستكمال منذ عام 2008 وليس منذ الثورة فقط، لأن المعرض والمؤتمر يمثلان رسالة هامة للشركات العالمية والمحلية بأهمية هذا القطاع الذي يساهم بنسبة جيدة في الناتج القومي المحلي بالإضافة إلى أهمية وجود مثل تلك المعارض الداعمة للاقتصاد من خلال الصفقات بين الشركات والشراكات المختلفة والسياحة والصناعات الأخرى بشكل غير مباشر، عن طريق الوفود الأجنبية والزائرين.وما أهم التحديات التي تواجهها اللجنة المنظمة ؟ وكيف تغلبت عليها؟هناك رأي عام عالمي لدى كثيرين بضعف الوضع الأمني وعدم الاستقرار ما ينعكس على قرارات المستثمرين والشركات من الدخول في سوق الاتصالات في مصر والاستثمار فيه أو حتى المشاركة في معرض ومؤتمر، وهنا جاء دورنا من خلال محاولات مضنية لتغيير الصورة السلبية والإصرار على إقامة المعرض لإثبات الشكل الإيجابي عننا ، ما قد يسهم في تعزيز الاقتصاد المصري الفترة الحالية وكذلك المستقبل.شهدت الدورة السابقة مشاركة أقل نسبة وحجمًا من السنوات السابقة .. ماذا عن المشاركات وشكل المعرض هذا العام؟سيشارك هذا العام أكثر من 350 شركة تقريبا تمثل أغلب الشركات العالمية التي تعمل في مصر على سبيل المثال: «سيسكو، مايكروسوفت، سامسونج، ديل، لينوفو، زيروكس، اتش بي، إيركسون»، بجانب مشغلي المحمول في مصر بالإضافة إلى الشركة المصرية للاتصالات، كما ستشارك وزارة الاتصالات بجناح كبير يضم الخدمات الإلكترونية المتاحة للمواطنين مع الهيئات التابعة للوزارة متمثلة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وعدد كبير من الهيئات والبنوك والجهات الأخرى وشركات محلية.ويعود مهرجان التسوق مرة أخرى في أرض المعارض وتشارك فيه شركات كبرى للبيع المباشر للجمهور بجانب مؤتمر خاص بالمطورين والمبدعين.وماذا عن المؤتمر الذي يقام بالتزامن مع المعرض ؟يستعرض المؤتمر هذا العام حوالي 40 جلسة ويناقش مجموعة من القضايا الحيوية أبرزها: «المجتمع الرقمي المصري والاستخدامات التكنولوجية في قطاعات الصحة، التعليم، العدل، السياحة، تطبيقات المحمول، دور التكنولوجيا في مساعدة متحدي الإعاقة.أما المحور الثاني للمؤتمر، يأتي تحت عنوان: «استراتيجية تصنيع الإلكترونيات في مصر، والبرامج مفتوحة المصدر وأهميتها ودور التوقيع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية في التأثير على حياة المصريين».ويتناول المحور الثالث للمؤتمر الاتجاهات المستقبلية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال التركيز على: «نظم تأمين المعلومات، فرص الاستثمار في مصر، تحديث البنية التحتية للاتصالات، مستقبل مصر المعلوماتي».تحدثت في السابق أن للمعرض دور كبير في تحريك الركود النسبي لأحد القطاعات الاقتصادية الهامة كقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .. حدثنا أكثر كيف يتحقق ذلك ؟يعد المعرض بمثابة فرصة للتجمع بين الشركات المختلفة وحافز هام لإطلاق العديد من المبادرات والتطبيقات والبرامج التي بشأنها تعزز من الاستثمارات وفرص العمل.وتنطلق دورة هذا العام تحت شعار بناء الجسور من منطلق أن مصر جسر للتواصل بين دول الخليج، حيث تشارك دول الإمارات والسعودية والكويت كضيوف شرف هذا العام، كرسالة شكر لما قدموه لمصر بعد «30 يونيو»، للتواصل عن طريق مصر مع عدد من الدول الإفريقية المشاركة بوفود هي الأخرى.ويبعث المعرض رسائل إيجابية على المستويين الإقليمي والعالمي بقوة الاقتصاد المصري بوجه عام من خلال حكومة مصر الرقمية وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على وجه الخصوص.وماذا عن الحكومة ووزارة الاتصالات وكيفية إسهامها ومشاركتها في المعرض؟تشارك الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات بجناح كبير تحت مسمى «حكومة مصر الرقمية» يضم هيئاتها المختلفة وتنظم «إيتيدا» التابعة للوزارة مؤتمرا للتوظيف المباشر يوفر نحو 3500 فرصة عمل لشباب الخريجين في قطاع الاتصالات من خلال أيام المعرض الأربعة في حدث يتم لأول مرة.كما تعد وزارة الاتصالات بمفاجأة ستعلن عنها خلال المعرض، مع التوقع بحسم أمر رخصة المحمول الرابعة والخاصة بالشركة المصرية للاتصالات، بالإضافة إلى تقديم خدمات الحكومة الإلكترونية وعرض التجربة أامام الجمهور والزائرين خلال الفاعليات.ما الرسالة الرئيسية للمعرض هذا العام ..وكيف ترى قطاع الاتصالات المصري بالمقارنة بالأسواق العالمية؟رسالتنا الرئيسية أننا مستقرين وقادرين على تنظيم معرض كبير يشارك فيه كبرى الشركات العالمية والمحلية وأن مصر اقتصادها بخير وقادر على النهوض في أي وقت، ويجب علينا استثمار كوادرنا البشرية المتميزة والمبدعين والمبتكرين أكثر، ونخرج من كوننا مستخدمين للتكنولوجيا إلى مصدرين لها، وأن يكون لدينا تواجد مصري داخل الشركات العالمية ولدينا شركات قادرة على اختراق المنطقة والوصول إلى العالمية.